التامك: الحكم الذاتي في الصحراء فكرة أمريكية
أبرز محمّد صالح التامك، يشغل الآن منصب المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن مقترح “الحكم الذاتي” الذي تقدّم به المغرب كحل لملف الصحراء، كانت فكرة أمريكية.
وكشف التامك عن هذا المعطى، في مقالٍ نشرته عدة جرائد إلكترونية، موقعا باسمه وبصفته “مواطنا صحراويا وشيخا سابقا لتحديد الهوية”، والذي أعادت وكالة الأنباء الرسمية نشر بعض ما جاء ضمنه، يوم أمس الجمعة الـ23 من أبريل الجاري.
وقال التامك ضمن المقال: “بالعودة إلى الوراء، وبالتحديد إلى سنة 1999، أذكر مرة دعاني فيها ويليام إيغلتون إلى مأدبة عشاء بمحل إقامته بالعيون بصفتي شيخ قبيلة ذي أصل صحراوي مشارك في عملية تحديد الهوية، وذلك برفقة الدكتور ماء العينين خليهنا بصفته مراقب العملية التحديد”.
يُذكر أن “ويليام إيغلتون” هو دبلوماسي أمريكي كان يشغل منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة “كوفي أنان”، في ملف الصحراء المغربية خلال الفترة الممتدة من 1999 إلى 2003.
وأضاف التّامك أن “إيغلتون” سأله تلك اللّيلة عن رأيه في “تطبيق نظام الحكم الذاتي في الصحراء”، مورداً أن ذلك “يدل على أن الولايات المتحدة كانت سباقة إلى التفكير في تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء، وهي الفكرة التي تبناها المغرب بعد سنوات قليلة من ذلك”.
تطلعات
وقال محمّد صالح التامك، في المقال ذاته، إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن، خلال الاجتماع الأخير المغلق لمجلس الأمن حول نزاع الصحراء المنعقد يوم الأربعاء 21 أبريل 2021، في مستوى تطلعات المملكة المغربية، وذلك على خلاف موقفها السابق الشجاع والمتبصر المتمثل في اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء.
وأضاف أنه “كان حريا بالولايات المتحدة اتخاذ موقف أوضح ومنسجم مع الظرفية الحالية”، مشيرا إلى عدم إصدارها لـ”أي رد فعل قوي ورادع إزاء الموقف العدائي للجزائر والبوليساريو وأحداث الكركرات، وإزاء الموقف الروسي المناوئ للاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء وتماطل الأطراف الأخرى في تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة”.
رؤية
وتابع: “بعملها على إبقاء الوضع الحالي في الصحراء على ما هو عليه بدل إيجاد حل نهائي له ينسجم مع قرارها بالاعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، تكون الإدارة الأمريكية قد خيبت الانتظارات المشروعة للمواطنين المغاربة”.
وكتب التامك أن الوقت قد حان لأن تعترف الولايات المتحدة ببعض مسؤوليتها فيما عاناه المغرب ولا يزال من المشاكل الناجمة عن هذا الصراع.
وتساءل “كيف يمكن تفسير سكوتها عما يقوم به البوليساريو والجزائر من تحركات خطيرة تهدد السلام بالمنطقة، وذلك في الوقت الذي سبق أن اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء؟!”.
وقال التامك إن “ما يدعو أكثر للقلق هو أن تتعامل دولة قوية عسكريًا مثل الولايات المتحدة، لها من الإمكانيات والمعدات ما يمكنها من رصد أدنى التحركات المشبوهة التي يمكن أن يقوم بها الانفصاليون في المنطقة، مع حليف قديم لها مثل المغرب على قدم المساواة مع دولة مارقة مثل الجزائر وأتباعها من مرتزقة البوليساريو، وهي الدولة التي لا تتوانى في مضايقة جيرانها ليبيا وتونس ومالي وموريتانيا”.
علاج
وفي المقال ذاته، أشار التامك إلى أن “إسبانيا والجزائر، باعتبارهما دولتين صاحبتي سيادة، سارعتا بإدخال إبراهيم غالي، الرئيس المزعوم للجمهورية الصحراوية الوهمية، إلى مستشفى سان بيدرو في لوغرونيو بضواحي مدينة سرقسطة الإسبانية لتلقي العلاج، وذلك بهوية مزورة، خشية منهما أن يقوم ضحايا إبراهيم غالي في الاغتصاب وغيره بمتابعته قضائيا”.
ويرى أن ذلك يعني “اعتراف ضمني من هاتين الدولتين بأن هذه الجمهورية المزعومة ليست سوى كيان وهمي ترعاه الطغمة العسكرية الجزائرية”.