أمريكا… تفتش الهواتف وتلغي التأشيرات بسبب تدوينات!


صدق أو لا تصدق: الولايات المتحدة الأميركية أصبحت تدقق في هواتف السياح وتدويناتهم، وتمنع دخول من يُشتبه في انتقاده لها أو لإسرائيل!
طلبة مسلمون تم ترحيلهم فقط لأنهم نشروا تدوينات متعاطفة مع فلسطين! الزميل الصحافي سمير شوقي حكى لي أنه، بعد سماعه بخبر إلغاء تأشيرات عرب في المطارات بسبب منشورات فيسبوك فيها تضامن مع الفلسطينيين، قرر إلغاء رحلته الصيفية إلى أمريكا، رغم أنه كان قد اشترى التذاكر.
إليكم نص رسالته:
“ألغيت عطلتي المرتقبة الشهر القادم (20 يوماً)، التي كانت مقررة بلوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، بسبب مقالاتي وتدويناتي حول فلسطين وغزة. هذا الإلغاء كلّفني 2000 دولار (تذاكر طيران غير قابلة للاسترجاع، وحجوزات فنادق)… لكنه ثمن راحة البال وعدم التعرض للإهانة، والتشبث بموقف داعم لغزة.”

اليوم نحكي عن موضوع حساس: الهجرة، الترحيل، ومغاربة أمريكا تحت المجهر.
لنبدأ بالأرقام الرسمية، باش ما تقولوش “جابها من راسو”:
495 مغربياً لديهم أوامر ترحيل نهائية من طرف إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE). هذا ليس تهديداً نظرياً أو إجراءً إدارياً عادياً… هؤلاء في خانة “جاهز للترحيل”، فقط لم يُحدد لهم بعد تاريخ الرحلة.
المغرب هنا في مرتبة “متوسطة” بين الدول، لا في القمة ولا في القاع… نِص نص، كما العادة.
لكن الرقم الصادم:
أكثر من 1,445,000 شخص في أمريكا لديهم أوامر ترحيل نهائية!
رقم ضخم، لا يمكن أن يحصل إلا عندما تتحول السياسة إلى أمن، ويتحوّل الأمن إلى سياسة.
وهنا السؤال السياسي الجوهري:
هل الترحيل أداة لضبط الهجرة، أم وسيلة للضغط السياسي على دول الجنوب؟
أم هو مجرد محاولة لإلهاء الرأي العام الأميركي الذي بدأ يشعر بغلاء الأسعار بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية على الواردات؟

فلنُوسّع الصورة أكثر…
• المكسيك في الصدارة: 252,044 حالة ترحيل
• هندوراس: 261,651
• السلفادور: 203,822
• نيكاراغوا: 45,995
• والمغرب؟ 495 حالة فقط… لكنها دالة!
المهم ليس الرقم فقط، بل التوجه العام:
الترحيل لم يعد مجرد ملف إداري، بل أصبح سياسة بامتياز.
طريقة تعامل الدول مع المهاجرين تكشف موقفها من حقوق الإنسان، والمواطَنة، والعلاقات الدولية.
ونحن كمغاربة، لازم نسأل بوضوح:
من يدافع عن هؤلاء؟
هل وزارة الخارجية؟ القنصليات؟ الجالية؟ الإعلام؟ أم نبقى ساكتين حتى “يطيح الفأس في الرأس”؟

وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نوم، قالت بالحرف:
“الحصول على تأشيرة للعيش والدراسة في الولايات المتحدة هو امتياز. وعندما تدعو إلى العنف أو الإرهاب، يجب سحب هذا الامتياز. لا مكان لك في هذا البلد. وأنا سعيدة بأن إحدى المتعاطفات مع الإرهاب في جامعة كولومبيا استخدمت تطبيقاً لترحيل نفسها!”
تصريحات تُذكّرنا بشيء آخر…

- إشهار -

مكارثية جديدة… لكن دون هوفر هذه المرة
في الخمسينيات، عاش الأميركيون على وقع “المكارثية”، حملة مطاردة للناشطين والكتّاب والمفكرين والموظفين، فقط لأنهم اتُّهِموا بالتعاطف مع الشيوعية.
السيناتور جوزيف مكارثي أعلن سنة 1950 أنه يملك “قائمة” لمسؤولين حكوميين شيوعيين، دون دليل. وانطلقت موجة رعب سياسي وإعلامي واجتماعي، استُهدِف فيها كل من فكر، أو عبّر، أو لم يركع.
من يُتابع اليوم ما يجري في أمريكا يدرك أن المكارثية عادت في ثوب جديد.
الفرق الوحيد: العدو لم يعد “الشيوعية”، بل “الفلسطيني الداعم لغزة”، و”الطالب المسلم المتضامن مع الضحايا”، وحتى “الصحافي الذي يرفض الصمت”.

ترامب؟ يقود السيارة بلا مكابح…
الرئيس السابق ترامب يبدُو كما لو أنه يقود سيارة بأقصى سرعة، دون فرامل، ولا شيء فيها سوى دواسة البنزين.
هل يصطدم بالحائط؟
ربما… وربما قبل نهاية ولايته المقبلة (إذا عاد!).

أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد