“مواجهات تطوان”.. فصيل طلابي ينتصر لـ”قيم الحوار ونبذ العنف”
في اعقاب المواجهات الطلابية التي عاشت على ايقاعها جامعة عبد الملك السعدي بتطوان، أمس الخميس 2 يناير الجاري، دعا فصيل الطلبة القاعديين التقدميين لـ “الانتصار للقيم النبيلة والدفاع عن الجامعة كفضاء للعلم والتفكير النقدي”.
وخلفت المواجهات التي اندلعت داخل كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمدينة تطوان إصابات واعتقالات وتكسير سيارات ومرافق داخل الكلية وبمحيطها.
وأفاد الفصيل الطلابي، المنضوي تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب: “ليس هذا هو الموسم الجامعي الأول الذي نرفع فيه صوتنا الديمقراطي عاليا، مناشدين جميع القوى الديمقراطية والتقدمية في هذا الوطن، وكل المنابر الإعلامية والصحافية، وكل الغيورين على الجامعة المغربية للانتصار لقيمها النبيلة، والدفاع عن قدسيتها كفضاء للعلم والتفكير النقدي. فاليوم، ونحن نشهد تصاعدًا مستمرًا للعنف الجامعي”.
وأكد الفصيل، ضمن بيان، أن “هذه الدعوة ليست مجرد موقف عابر، بل هي واجب سياسي وأخلاقي، ينبثق من التزامنا الثابت بحرية الفكر والتعبير، ومن إيماننا بأن الجامعة يجب أن تظل منارة للعلم وساحة للنضال الديمقراطي الجاد والمسؤول، لا ساحة للاعتداءات العنيفة التي تخلخل أساساتها”.
وأضاف، “ولم تمر سوى ساعات قليلة على إصدارنا بلاغًا رسميًا، نندد فيه بتعرض رفاقنا لهجوم مسلح ومنظم على أحد المنازل التي يكترونها بمدينة مرتيل، أمام أعين المواطنين والأجهزة القمعية، حتى أقدمت نفس العناصر على تصعيد عدوانها، وهذه المرة كان الهجوم أشد خطورة وأكثر بشاعة، اذ طال العنف حرمة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان، مستهدفًا الطلبة والطالبات، وأساتذة وموظفي الكلية، بل وحتى ممتلكات المواطنين من سيارات وأكشاك.. إلخ”.
وشدد الفصيل الطلابي على ان “هذا العنف الممنهج، الذي تمارسه عناصر بلطجية تنسب نفسها إلى تنظيم “الكراس”، إنما يعد امتدادًا لسلسلة طويلة من الاعتداءات، التي استهدفت كل من يختلف معها في الرأي، أو يدافع عن قيم الديمقراطية داخل الحرم الجامعي. بدءًا من الاعتداء على التنظيمات العاملة داخل الجامعة، مرورًا بالاعتداء على طلبة أوطاميين عزّل، وصولًا إلى الهجوم الوحشي على طلبة فلسطينيين، في محاكاة مكشوفة لجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. هذا العنف خلف إصابات جسيمة، وأثبت أن هذه العناصر لا تحمل سوى عقيدة الإقصاء والقمع”.
ويرى الفصيل أن “ما شهده موقع تطوان اليوم، هو امتداد مباشر للاعتداء الذي تعرضنا له يوم 1 يناير 2025، ولا علاقة له بأي اختلاف سياسي حول خطوة تأجيل الامتحانات التي كان مقررًا الحسم فيها ديمقراطيًا وجماهيريًا عبر حلقية تقريرية أوطامية انسجامًا مع مخرجات حلقية يوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024. بل إن الأمر يتعلق بسلوك إجرامي مدبر، تنفذه عناصر ذات تاريخ طويل في ممارسة العنف، عناصر باتت بعيدة كل البعد عن تقاليد النضال الديمقراطي التي أرستها منظمتنا العتيدة “أوطم” عبر تاريخها النضالي الطويل”.
وأوضح الفصيل أن “الاعتقال السياسي الذي تزامن بشكل مباشر مع هجوم هذه العصابة، والذي استهدف ستة من رفاقنا، لا يعدو أن يكون إلا امتدادًا وتقاطعا مع العنف الذي تمارسه هذه العناصر المجرمة، لاسيما أن رفاقنا المعتقلين، كانوا ضحايا لهذا العنف، ولم يكونوا مطلقًا المبادرين إليه. بل إنهم كانوا مصابين جراء الاعتداءات الوحشية، وتم اعتقالهم بالمستشفى في انتهاك صارخ لأبسط حقوقهم الإنسانية”.
واعتبر الفصيل ان “هذه العناصر أصبحت تشكل تهديدًا كبيرًا للجو الديمقراطي الذي اشتهر به الموقع تاريخيًا، وللأعراف والتقاليد الديمقراطية لمنظمتنا العتيدة أوطم”.
ودعا فصيل الطلبة القاعديين التقدميين “كافة القوى الديمقراطية والتقدمية للعمل على محاصرة جميع أشكال العنف داخل الجامعة المغربية، وفضح مرتكبيها سياسيًا وإعلاميًا”.