المغرب يدشن مشروع طاقة هو الأول من نوعه في أفريقيا
أطلق المغرب مشروع طاقة يُعدّ الأول من نوعه في أفريقيا، حسب إعلان رسمي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلن معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة (IRESEN)، بشراكة مع شركة هانسول الكورية الجنوبية (Hansol)، إطلاق مشروع ميديا بي في Media PV، وهي مبادرة فريدة من نوعها تجمع بين شاشة إعلانية رقمية ولوحة شمسية كهروضوئية في وحدة واحدة متكاملة ومستدامة.
ويهدف هذا المشروع الرائد إلى اختبار وتقييم حلول الطاقة الشمسية الكهروضوئية المتقدمة والمبتكرة، في السياق المغربي والأفريقي.
وستُجرى عمليات التحقق داخل مركز الطاقة الخضراء في المغرب “غرين إنرجي بارك” (Green Energy Park)، مع نقل المعرفة والدراية الفنية للقطاع الخاص.
مشروع ميديا بي في Media PV
يتيح مشروع ميديا بي في Media PV، إمكان تقييم أداء هذه التقنيات المتطورة في الظروف المناخية الخاصة بالمغرب، واستكشاف إمكاناتها للتطبيقات واسعة النطاق.
ويوضح هذا التعاون تجسيد المناقشات الفنية التي بدأت خلال التبادلات الثنائية، ما أدى إلى شراكة إستراتيجية بين معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة وشركة هانسول.
ووفق المعلومات المتوفرة، فإن خصوصية هذه التكنولوجيا الكهروضوئية المتكاملة في المبنى (BIPV) هي أنها تسمح بعرض المحتوى المرئي بدقة (معلومات عامة، لافتات، إعلانات، وغيرها)، بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء المتجددة.
ويجلب هذا الابتكار قيمة مضافة لا يُمكن إنكارها، وخاصةً للتنمية الحضرية، فضلًا عن البنية التحتية للطرق والنقل بشكل عام، وللمباني في المناطق التي تعاني من قيود قوية على الأراضي.
ولذلك، ومع تنظيم كأس العالم في المغرب عام 2030، يُمكن أن يكون لهذا الحل تأثير كبير بإدارة اللافتات في البنى التحتية الرئيسة.
ولن يؤدي ذلك إلى تعزيز نهج مستدام يتماشى مع الالتزامات البيئية للبلاد فحسب، بل سيضمن أيضًا الإدارة المثلى لتدفقات الزوار، من خلال توفير لافتات ديناميكية يُمكن تكييفها مع احتياجات الحدث، بحسب ما نقلته منصة “لا كوتيديان” (La Quotidienne) الناطقة باللغة الفرنسية.
أقيم حفل التدشين في مركز الطاقة الخضراء (Green Energy Park) بمدينة بنجرير يوم 26 سبتمبر 2024، بمشاركة مختلف الفاعلين في قطاع الطاقة المتجددة، فضلًا عن ممثلين عن الحكومة وخبراء في مجال الطاقة.
إذ سيحتضن مركز الطاقة الخضراء منشآت ميديا بي في Media PV، وهي الثانية في العالم بعد كوريا الجنوبية، والأولى في المغرب.
وستمكّن هذه التركيبات من تحليل أداء حلول الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المناخ المغربي، وتحديد التطبيقات الأكثر ملاءمة لهذه التكنولوجيا في السياق المحلي.
الهدف من ذلك هو التحقق من صحة هذه التقنيات المبتكرة، واستكشاف فرص السوق التي يُمكن أن تقدّمها في المغرب وأفريقيا.
وقد رُكِّبَت أنظمة ميديا بي في Media PV من قبل شركة إنرجي هاندل (Energy Handle)، وهي الأولى من نوعها لشركة مغربية وأفريقية.
وساعد هذا المشروع على تعزيز المهارات المغربية في إدارة وتركيب التقنيات الشمسية الكهروضوئية المتطورة.
ويسلّط تدشين مشروع ميديا بي في Media PV الضوء على التزام معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة وشركائها الكوريين وشركة هانسول، بتعزيز حلول الطاقة المستدامة في المغرب وفي جميع أنحاء أفريقيا.
وهذه فرصة فريدة لإثبات فاعلية حلول الطاقة الشمسية في سياق أفريقي، مع تعزيز التعاون التقني بين المغرب وكوريا الجنوبية.
مركز الطاقة الخضراء في المغرب
تأسّس مركز الطاقة الخضراء (Green Energy Park)، قبل 7 سنوات تقريبًا، وتحديدًا عام 2017 في مدينة بنجرير، بالشراكة بين معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
ونظرًا إلى أهميته الكبرى، فقد شارك الملك محمد السادس في تدشين المركز، الذي يضم حاليًا فريقًا من الباحثين والمهندسين، مكونًا من 70 خبيرًا (ما بين باحثين ومهندسين) ومجموعة من طلاب الدكتوراه.
وفي الوقت الحالي، يعمل خبراء مركز الطاقة الخضراء وباحثوه على عدّة مشروعات في مجالات الطاقة الشمسية الحرارية والكهروضوئية وتخزين الطاقة، لإيجاد حلول مبتكرة في عدّة تخصصات دقيقة.
ورصدت جولة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) داخل مركز غرين إنرجي بارك، أبرز المشروعات التي يعمل عليها الباحثون، وأحدث ما توصلوا إليه بخصوص التقنيات الحديثة في مجال الطاقة، خاصة عمليات تخزين الكهرباء.
إذ يعمل مركز الطاقة الخضراء على مشروع تجريبي بحثي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، يحمل اسم (Power-to-X µPilot)، يتكوّن من وحدة تحليل كهربائي صغيرة بسعة 20 كيلوواط لتكنولوجيا التحليل الكهربائي للماء القاعدي (Alkaline Water Electrolysis) مرتبطة بألواح شمسية كهروضوئية.
وصرّح مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية، رئيس مجلس إدارة مركز الطاقة الخضراء الدكتور سمير الرشيدي، بأن هذا المحلل الكهربائي الأول يُختبر تحت حمولة متغيرة من الكهرباء المتجددة.
ويجري إتمام باقي مكونات الوحدة، لتشمل نظامًا لتخزين الهيدروجين، بالإضافة إلى نظام “هابر بوش” Haber-Bosch لإنتاج الأمونيا الخضراء، ونظام لتجميع الميثانول لإنتاج الوقود الأخضر.
كما يُرتقب أن تضم الوحدة النموذجية أنظمة تحليل كهربائي للماء من تقنيات مختلفة للمقارنة بينها، ويهدف المشروع إلى توفير بنية تحتية للتكوين التطبيقي رهن إشارة مختلف الجامعات المغربية.
ويعمل خبراء مركز الطاقة الخضراء على مشروع واعد لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون، التي تُستعمل في السيارات الكهربائية والدراجات النارية الكهربائية، إذ يعتمد هذا المشروع في جزء منه على بعض المعادن المستخرجة من باطن الأرض في المملكة، التي تزخر باحتياطيات كبيرة من الفوسفات والكوبالت.
كما رصدت منصة الطاقة المتخصصة تطورات مشروع تطوير تقنيات الألواح الشمسية، الذي يعمل عليه المركز منذ عدّة سنوات، والذي يهدف إلى الوقوف على أبرز المستجدات في صناعة الألواح الشمسية، إلى جانب التقنيات المستعملة في التعامل مع صيانة الألواح وزيادة كفاءتها.
ويمثّل هذا المشروع، الذي يُعدّ الأول من نوعه في إطار البحث العلمي، سواء داخل المغرب أو على المستوى الأفريقي، أهمية كبرى في سياق التطور التكنولوجي بالطاقة الشمسية، خاصة أنه يستعين بطائرات دون طيار، لمراقبة عمل الألواح والتنبيه إذا توقَّف عمل أيّ منها لأيّ سبب طارئ.
المصدر: مركز الطاقة الخضراء في المغرب.