نصر الله “يقسّم” المغاربة


خلفت حادثة اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، “انقساما” حادا داخل ما يعرف بـ”الإسلاميين” في المغرب بين من اعتبره “شهيدا” ومن هو “سعيد” بالإغتيال ومتحسر على أنه لم يتم على يد “المسلمين السنة”.

واغتيل نصر الله، يوم 27 شتنبر المنصرم، بعد قرابة السنة من عملية طوفان الأقصى، والتي انخرط فيها الحزب، في إطار إسناده ودعمه للمقاومة الفلسطينية، بعد إنطلاق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.

ويستند المستحسرون على “استشهاد نصر الله” إلى أنه “كان من أكبر المقاومين ضد العدو الصهيوني، والمطلوبين لديه، وأنه استشهد في إطار معركة الدفاع عن فلسطين وخلال إسناده لمقاومتها خلال العدوان الذي أطلقته اسرائيل في أعقاب تنفيذ عملية طوفان الأقصى”.

وفي المقابل، يستعمل “الشامتون والفرحون” لغة طائفية، “الشيعة أعداء السنة”، والخلاف المذهبي الممتد لحوالي 1400 سنة، بالإضافة لاستخدامهم لسردية دعم حزب الله لجبهة البوليزاريو الإنفصالية، لاعطاء مبرراتهم صبغة وطنية.

العدل والإحسان تعزي

وأدانت جماعة العدل والإحسان، أكبر جماعة إسلامية في المغرب، “جريمة” اغتيال حسن نصر الله، حيث وصفتها بـ”الجريمة الإرهـابية”، معتبرة أنها “انتهاك لسيادة دولة لبنان وخرق للقوانين الدولية”.

وقالت الجماعة ضمن بلاغ تعزية: “إننا، إذ ننعي إلى أمتنا العربية والإسلامية هذه الزمرة من الشهداء التي ارتقت إلى رحمة الله مجاهدة ومنافحة عن فلسطين، نتقدم بخالص العزاء إلى الشعب اللبناني وجبهة المقاومة وكافة الأمة، وكل أحرار العالم”.

وأكدت أن “من يدعم هذا الكيان المجرم، من قريب أو بعيد، شريك في هذه الجريمة، وأن الاغتيالات لا تحسم معارك ولا تفت عضد أمة أحياها طوفان الأقصى وعرفت طريقها نحو استرجاع الأقصى وتحرير الأرض وحماية المقدسات”.

العدالة والتنمية تزف نصر الله شهيدا

من جهته قال حزب العدالة والتنمية: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا.. نبأ استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، على إثر غارة غادرة للكيان الصهيوني المجرم على الضاحية الجنوبية ببيروت بلبنان الشقيق”.

وتقدم الحزب، ضمن بلاغ، بـ “أحر التعازي لحزب الله اللبناني قيادة وقواعد، وللشعب اللبناني الشقيق، وللشعب الفلسطيني ولكل الشعوب العربية والإسلامية التواقة للانعتاق من الغطرسة الصهيونية، وإلى كل أحرار العالم”.

- إشهار -

واعتبر “المصباح” أن “اغتيال القائد الشهيد حسن نصر الله، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الطبيعة الإجرامية والدموية والاستعمارية لهذا الكيان الغاصب”.

“فرح” عبد الله نهاري

واستفز موقف الشيخ عبد الله نهاري الكثير من الداعمين لفلسطين حين عبر عن فرحه بعد “مقتل نصر الله”، وقال: “نعم نفرح بموتهم وشكرا لله الذي طهر الأرض منهم.. نفرح بهلاك الظالمين، وهم كُثر، ولا نشمت فيهم”.

وأضاف ضمن شريط “فيديو” منتقدا فيه توجهات حزب الله، “لقد نكّلوا بالمسلمين وهدموا مساجدهم واغتصبوا النساء بالمساجد وفعلوا بالأمة العجيب، ولا يمكن أن يوصف ما فعلوه”.

ويرى نهاري أن حزب الله، ومن يعرفون بمحور المقاومة، “يستعملون فلسطين كورقة”. متابعا، “منذ متى كان الفلسطينيون ينتظرون شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع؟، هؤلاء مكروا بالأمة فعادت عليهم آثارهم؛ ربك دائما بالمرصاد”.

الفيزازي ضد الدعاء لنصر الله بالرحمة

ودعا “الشيخ” محمد الفيزازي، المسلمين إلى عدم الدعاء بالرحمة لنصر الله، لأنه وفقه “عدوّ لديننا”، لأنه “على ملة الخميني المقبور الذي كفره علماء المغرب في فتوى رسمية قرأها الحسن الثاني عليه الرحمات على شاشة التلفزيون.”

وبلغة مليئة بالعنف والتطرف، قال الفيزازي، ضمن تدوينة فايسبوكية: “حسن نصر الله سفّاح وحشي أثخن في دماء أهل السنة في العراق وسوريا واليمن ولبنان… والله عزيز ذو انتقام.”

وأضاف، “حسن نصر الله بعث كوادر عسكريين لتدريب البوليساريو على قتال المغاربة.. فهو عدو للإسلام، عدو للمغرب، لا يجوز الترحم عليه، ولا تقديم التعازي فيه أو في حزبه الشيطاني.”

وتجدر الإشارة إلى أن العدل والإحسان والعدالة والتنمية وعبد الله نهاري والفيزازي، كلهم يعتبرون من اتباع المذهب السني، لكن هذا الموقع المشترك لم يفرض عليهم تبني نفس الموقف من عملية اغتيال نصر الله.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد