“زعامات مصلحية”.. الغلوسي: قيادات أغلب الأحزاب أصبحت عبئا على السلطة نفسها
يفترض أن تكون الأحزاب السياسية معبرا عن واقع اقتصادي واجتماعي، وصوتا لفئة اجتماعية أو طبقة أو رأي داخل المجتمع الذي “أفرزها”، لكن واقع الحال في المغرب يختلف بشكل يبعث على الأسف، بعد أن قامت الإدارة، في لحظات تاريخية معينة، بصناعة أحزاب لأهداف محددة، (كان اخرها حزب الأصالة والمعاصرة)، كما استطاعت تدجين أحزاب كانت معبرا حقيقيا عن طموحات فئة من المغاربة ولعل مثال الإتحاد الإشتراكي الذي تحول من حزب لـ”القوات الشعبية” إلى حزب يعتبره الكثيرون مملوكا لـ”جماعة من الانتهازيين والوصوليين”، لخير دليل على ذلك، مع الاستثناء الذي لاينفي القاعدة بطبيعة الحال وبدون تعميم.
واعتبر الناشط الحقوقي ورئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي أن برنامج ومشروع أغلب الأحزاب السياسية اليوم “هو الإجتهاد والتسابق في التقرب من السلطة لضمان تدفق المنافع والإمتيازات”.
وأكد أن ذلك ما يفسر وجود قيادات حزبية “تجمع حولها قاعدة من المتزلفين والإنتهازيين والوصوليين وتطرد المناضلين الملتزمين والكفاءات من صفوفها وتجمد التنظيم والتكوين الفكري والسياسي وتهجر النضال والمبادئ والقيم”.
وقال الغلوسي، ضمن تدوينة على صفحته الخاصة، بسبب هذا الواقع “تحول الحزب مع هذه القيادات الكارطونية إلى أصل تجاري وماركة مسجلة في السمسرة السياسية لبيع التزكيات والمقاعد”، مضيفا “هكذا تراها متلهفة لأي تعديل حكومي قد يحدث فجأة، وتتردد على كل الصالونات والفنادق تطارد أخبار التعيينات في المناصب العليا وتعرض خدماتها علها تظفر بمنصب ما”.
وتابع، منتقدا قيادات تلك الأحزاب، “قيادات لا تشعر بأي خجل وهي تقول للسلطة؛ ‘يمكن لكم أن تراهنوا علينا فنحن جاهزون لكل شيء’، نحن مستعدون لأن نكون في المعارضة إذا رأيتم ذلك مفيدا، وسنكون سعداء أكثر إذا اخترتم أن نكون في مواقع القرار والمسؤولية لأن ذلك هو الأصل وأساس وجودنا ومايهمنا هو أن نخدم الوطن والمواطنين، لأننا نؤمن بأن مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب!! “.
ويرى الغلوسي أن “الحقيقة المكشوفة والتي بات الجميع يعرفها هو أن هذه القيادات الفاسدة والمرتشية لاتهمها لا مصلحة الوطن ولا مصلحة الحزب”، مشددا على أن “ما يهمها أكثر هو البقاء في القيادة لضمان تدفق الصفقات والإمتيازات وكل المنافع والعطايا والإغراءات المادية والمعنوية”، منبها لأن “هذه الأحزاب بوجود هذه القيادات الريعية أصبحت عبئا على السلطة نفسها”.