الغلوسي: الفيضانات كشفت أن هناك أناس يعيشون على هامش الهامش
اعتبر رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، أن “الفيضانات التي ضربت الجنوب الشرقي للمملكة كشفت ذلك التفاوت المجالي والإجتماعي المهول، ساكنة تعيش على هامش الهامش، بنيات تحتية منعدمة، انهيار ماتم انجازه بسرعة البرق وكأننا أمام لعبة للأطفال بالرمال في الشواطئ، قناطر وطرق لاتحمل إلا الإسم وتحمل كل عناوين الغش والفساد والنهب”.
وأوضح الغلوسي، ضمن تدوينة على صفحته الخاصة، إن المناطق التي ضربتها الفيضانات “هي مناطق يعيش سكانها على حافة الفقر والبؤس والحرمان”، موضحا أن “وجوه الناس وتجاعيدهم وأحوالهم تفضح زيف كل شعارات التنمية والدولة الاجتماعية”.
وقال: “يحدث هذا في الوقت الذي تسيطر فيه نسبة 10% على مايقارب 63% من ثروات وخيرات المغرب، ويستنزف الفساد مايقارب 50 مليار درهم سنويا، يحدث هذا أيضا في الوقت الذي تجد فيه شباب وقاصرون يتعبأون للهجرة خارج البلد بحثا عن الحلم المفقود”.
وتابع، “يحدث هذا في الوقت الذي تجتمع فيه نخبة سياسية وبالإجماع على تحصين قلاع الفساد والرشوة والريع ونهب المال العام وإغلاق كل منافذ محاربته وتوظيف البرلمان والتشريع لحماية أقلية متعفنة تسرق ليل نهار وتستغل مؤسسات الدولة للإثراء غير المشروع ومراكمة الثروة المشبوهة ودفع البلد نحو المجهول”.
ويرى الغلوسي أن المغرب “يوجد أمام مفترق الطرق وتنتظره تحديات جسيمة على كافة المستويات”، مؤكدا أنه “يتعين على المغرب القطع مع أساليب التدبير السابقة والحزم مع لصوص المال العام والقطع مع الفساد الذي شاع وأصبح يهدد الدولة والمجتمع”.
وأكد الغلوسي أننا “نحتاج كمغاربة إلى إجراءات شجاعة وقوية تعيد الثقة في المؤسسات والأمل في المستقبل”.