احك يا شكيب : ” سيدة سبعينية بشعر أبيض “


هي سيدة مسنة عاشت كل مراحل حياتها بحب ، طفولة و شباب و كهولة ثم شيخوخة و لا زالت على حالها ، كانت مندمجة في حياة ملؤها الحب و التفاؤل : ايجابية في كل شيء ، خدومة تبذل كل جهدها لخدمة إخوانها في الإنسانية دون تمييز بين ذكر أو أنثى ولا تمييز كذلك بين العرق و الدين ، تساعد في الضراء و تألم عندما ترى محتاجا أو مريضا ، و تسعد لسعادة من تعرف ، لا تتردد في القيام بالواجب ، تجدها حاضرة بقوة في كل ما ذكرت .
مرة دار حوارا بينها و بين شابة معجبة بشخصيّتها .

البنت الشابة : يا سيدتي أنا من المعجبات بشخصيتك ، أنا أعتبرك قدوتي و أتابع كل تحركاتك بل كل خطواتك
السيدة المسنة : شكرا لك يا بنيتي على هذا الاهتمام و التتبع ،
البنت الشابة : يعجبني يا سيدتي تواضعك و بساطتك و عفويتك .. من أين لك بهذه الصفات ؟
السيدة المسنة ؛ هكذا ربياني والدي ، ر بياني على الحب و البغض … الشابة دون انتظار تتمة كلمة السيدة المسنة مقاطعة إياها
البنت الشابة : كيف ذلك ؟ لم أفهم قصدك ؟ و أنا التي ترى كل ما تفعلين خير في خير ، فأين أجد هذا الذي تدعين؟ كونك شريرة ؟
السيدة المسنة : أنا بكلامي لم أقصد ما فهمت أنت؟
السيدة المسنة : القصد من كلامي يا بنيتي وهو انني احب الخير و الأخيار ، و أبغض الظلم و الأشرار ،
البنت الشابة : يا سيدتي انت جميلة جدا لك جمال ساحر ، لو غيرت لون شعرك من البياض للسواد لكان أفضل لتبدين أكثر شبابا كما تفعل غيرك من النساء ،
السيدة المسنة :يا بنيتي لو علم النساء و الرجال ان مراحل تطور حياتنا في هذه الحياة لم يكن عبثا ، بل هو ناموس إلهي وجب التعامل معه كما هو ، و في كل ذلك سعادة لا يعرفها سوى من حافظ على ذلك التطور ، بل يمكن فعل ذلك في حالات خاصة منها التشوه الخلقي أو حادثة سير غيرت بعض الملامح فوقع تشوه ، أما أنا يا بنيتي فكل مرحلة في حياتي احببت تفاصيلها عشت طفولتي كما كان يعيشها الأطفال لهو و لعب و تنزه و تمدرس ومرحلة الشباب هي كذلك عشتها كما كان يعيشها غيري أحلام شباب و مغامرات شباب مع عدم تجاوز الحدود التي رسمتها لي تربيتي التي تربيتها من والدي التي أساسها الحرية المرتبطة بالمسؤولية و جاءت بعدها مرحلة التخرج و العمل و الزواج و الأبناء و بعد ذلك جاءت مرحلة الشيخوخة مع تقاعد ، ففي هذه المرحلة الذهبية من حياتي بدأت في انجاز ما لم يتيسر الوقت لانجازه من قبل و أنا الان أعيش بشكلي هذا الذي ترين ، و بياض شعري أنا فخورة به و تجاعيد وجهي فخر لي انني وصلت لهذه المرحلة من عمري ، لست نادمة و لا متحسرة على ما فعله الزمان في ، هل فهمت يا بنيتي ، جيلكم فقد متعة العيش على الطبيعة التي خلقنا عليها الله ،
البنت الشابة : يا سيدتي و يا قدوتي الآن فهمت ما لم أقو على فهمه من قبل ، لكل مرحلة في عمر الإنسان لها مواصفاتها ، لا لتغيير الملامح لا إضافات في الجسم و لا نفخ في الفم و لا تأثر بما يبثه المؤثرون من سموم تجعل الإنسان عبدا أجيده مغيرا لخلقته و خلقه ،
السيدة المسنة : أنا الان سعيدة بهذه النتيجة التي وصلت اليها يا بنيتي و اتمنى لك حياة سعيدة
البنت الشابة : نعم انت مثالي و قدوتي و سأعمل على نشر فلسفتك في الحياة : لا لتغيير خلق الله

- إشهار -

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد