“المجلس الأعلى” يُسلط الضوء على تجارب الإصلاح الناجحة في تحويل منظومات التعليم


نظم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، امس الجمعة، ندوة حول موضوع “تحويل منظومات التربية والتكوين : بعض تجارب الإصلاح الناجحة”، وذلك في إطار مشاركته في الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

وأكد المشاركون في هذا اللقاء، الذي سير أطواره مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، عبد الله ساعف، أهمية الاستلهام من النماذج التربوية التي استطاعت تحقيق تحولات تربوية وتنموية ملحوظة على المستوى الدولي، مبرزين عوامل نجاح تجارب المنظومة التعليمية في كل من اليابان وكوريا.

و شددوا، في هذا الصدد، على ضرورة مراعاة خصوصيات المنظومة الوطنية في المجال التربوي، وإعطاء الأولوية لرافعات تسريع تحويلها، بهدف تجاوز التحديات العديدة والمعقدة التي تحول دون تحسين أداء الفاعلين بها.

وبعدما قاربوا أوجه التشابه والاختلاف في السياقات الوطنية وعمليات تحويل أنظمة التربية، توقف المتدخلون عند الأسباب الجذرية التي تعيق إرساء مدرسة الغد، والمقاربة المعتمدة من أجل تحديد الأولويات وتنسيق الإجراءات الواجب إعمالها، وكذا التطورات التنظيمية والتشريعية اللازمة لتجاوز التحديات التربوية والتعليمية.

ولدى تتبعه لمعالم نجاح التجربة الكورية ومراحل تطورها، أكد أستاذ التعليم العالي، والخبير المتخصص في القانون الدولي والعلاقات الدولية، محمد البوشيخي، ارتباط التعليم في هذا البلد الآسيوي بالارتقاء الاجتماعي، ذلك أن “كوريا وضعت على طريق التنمية الاقتصادية السريعة بفضل نهج سياسات تولي أهمية كبرى لتجويد التعليم”.

كما سجل البوشيخي أن التركيز على فعالية التعليم انعكس على المكانة الرفيعة التي بات يحظى بها النموذج التصنيعي والاقتصادي الكوري على المستوى العالمي، مستعرضا جملة من الإجراءات التي تمت مباشرتها لتعزيز التنمية، لاسيما ربط الجامعة بسوق الشغل، وتطوير أنظمة التعليم الإلكترونية.

- إشهار -

من جانبه، أكد الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، زهير السقاط، أن البحث العلمي ركن أساسي في ترسيخ السيادة الوطنية، مستشهدا بالنموذج الياباني الذي نجح في بلورة بنيات بحثية رائدة عالميا، تعد العامل الأساس للإقلاع الاقتصادي الذي يعرفه هذا البلد.

واعتبر أن منظومة التعليم اليابانية تتسم بـ”التكاملية”، وتنبني على “التنافسية الشديدة”، و”المشاركة الفعالة” في الابتكار العلمي والصناعات المختلفة، فضلا عن ترسيخ ثقافة احترام الأطر التربوية.

وكان المجلس الأعلى للتربية والتكوين قد نظم في سياق مشاركته في هذا المعرض، التي تحمل شعار “إرساء المدرسة الجديدة : مسؤولية مشتركة”، ندوة حول “حكامة منظومات التربية والتكوين والبحث العلمي”.

كما احتضن رواق المجلس موائد مستديرة ناقشت مواضيع همت، على الخصوص، “تعليم أولي قوامه الانصاف والجودة”، و”التكوين المهني : مكمل للمهارات الفردية”، و”المهنية في التربية والتكوين : مفتاح تحسين أداء الفاعلين التربويين”، بمشاركة نخبة من الخبراء والفاعلين في ميادين لها علاقة بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد