فجيح.. مسيرة حاشدة مباشرة بعد العيد
ردا على بعض الخطوات التي قامت بها السلطات الحكومية، غالبا لإطفاء حراك مدينة فجيج، كان أبرزها اللقاء الذي جمع كل اطراف الخلاف حول تفويت قطاع الماء لشركة الشرق للتوزيع بمدينة بوعرفة يوم 21 مارس الماضي بالمسؤول المركزي لوزارة الداخلية، وبعد أن رفضت المحكمة الإدارية للطعن الذي تقدم به المستشارون الرافضون حول ما شاب الدورة الاستثنائية التي اتخذ فيها قرار الانضمام للشركة يوم فاتح نونبر 2023 من خوروقات مسطرية وقانونية.
ردا على كل هذا فقد خرجت ساكنة مدينة فجيج يوم الجمعة، 12 ابري الجاري، ثالث يوم عيد الفطر، في مسيرة حاشدة لتعبر من جديد وتؤكد رفضها القاطع للانضمام لمجموعة الجماعات الشرق للتوزيع التي ستنزل بموجب القانون 83\21 في مرحلة تجريبية بالجهة الشرقية.
وهكذا فقد اتخذت هذه المسيرة شكلا تصعيديا من حيث حضور افراد الأسر التي توافدت على مدينة فجيج لإحياء مناسبة عيد الفطر المبارك والتي طالما انتظرت الفرصة للمشاركة في هذا الحراك المائي الذي دخل الان في شهره السادس من دون أن يرسم له لحد الساعة اي أفق او حل يقنع السكان بالدخول إلى بيوتهم.
وفي اتصال لنا مع السيد اسهول أحمد عضو التنسيقية المحلية للترافع على قضايا مدينة فجيج صرح لن قائلا: اذا كانت السلطات الحكومية تراهن على ان يستنزف الحراك طاقاته الحضورية عدديا ولوجيستيا قبل أن تلجأ لاتخاذ اي حل ممكن فإن أهالي واحة فجيج ابوا الا ان يخرجوا على بكرة ابيهم في أول جمعة بعد رمضان ليؤكدوا لمن يهمه الأمر بأن احتجاجهم ضد الانضمام لمجموعة الشرق للتوزيع لا يزال مستمرا وان اي وساطة او حوار داخل الانضمام سيبقى غير مقبول.
وعليه، يضيف ممثل التنسيقية المحلية لفجيج، وبعد ان اصبحت كل القوى الحية بالبلاد تتفهم طرح ساكنة فجيج ومطالبها المشروعة في ضرورة حماية حقها في الحفاظ على مواردها المائية من اي خوصصة قد تؤثر سلبا على الحياة المعيشية لسكان الواحة فإن هؤلاء سيظلون يطالبون المكتب المسير بالانسحاب من شركة الشرق للتوزيع مهما كلفهم الأمر من تضحيات لان المسألة اصبحت مسألة وجود واستمرار هوية.
اما الشعارات التي صدحت بها حناجر المحتجين والمحتجات في مسيرة هذا اليوم التي ملأت حشودها جنبات الشارع الرئيسي للمدينة، بالإضافة إلى التركيز على رفض الانضمام لشركة تناولت تهميش المدينة تنمويا وغياب الخدمات الصحية والاجتماعية. وتجديد العهد مع المعتقل موفو والمطالبة بإطلاق سراحه.من قبيل :علاش جينا واحتجينا، الشركة اللي ما بغينا و : ,,المياه مياهنا والقرار قرارنا. و موفو خلا وصية لا تنازل عن القضية.
لتنتهي المسيرة إلى حيث انطلقت بساحة بير انزران وهناك تناوب بعض أعضاء التنسيقية المحلية للترافع على قضايا مدينة فجيج على كلمات تناولت بالأساس التأكيد على استمرار الاحتجاج ضد تفويت الجماعة المحلية لقطاع الماء للشركة الجهوية والرد على بعض الأصوات التي اعتبروها تستهدف ضرب الحراك واضعافه بالاشاعات والاكاذيب على حد قولهم.
لتختتم التظاهرة في الاخير بوصلات غنائية تضامنية مع الساكنة من طرف الفنان الامازيغي الزجال مكي عثمان.
يشار إلى ان التنسيقية المحلية للترافع على قضايا مدينة فجيج أبت قبل ختام المسيرة الا ان تسجل وقفة خاصة أمام المستوصف المحلي للتنديد بالحالة المتدهورة التي وصل إليها الوضع الصحي بالبلدة.