هل هناك خلاف بين “حماس” ومحور إيران؟!
(بقلم: محمد زاوي)
خرجت قيادة “حماس” خروجا لم يكن متوقعا، على لسان رئيسها بالخارج خالد مشعل، وعضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق؛ وذلك من خلال نفي هذا الأخير لوجود أي تنسيق مع إيران ومحورها، فيما وجها معا دعوتهما إلى الطرف الإيراني ومن معه للمشاركة الفعلية والرفع من وتيرة الدعم، لأن تحركاته التي أعقبت “طوفان الأقصى” لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
أن تصدر هذه التصريحات عن قيادة “حماس” فإن ذلك يعني أن المعركة أكثر تعقيدا مما كنا نتصور، وأن سقف “حماس” فيها غير سقف إيران وحلفها. ربما هناك رؤى وتوجهات جيوسياسية مشتركة بين الطرفين، إلا أن “حماس” لا تتحرك في علاقة بالإيراني فحسب، بل هناك تركيا وقطر، وأطراف أخرى ربما غير عربية عبر وساطات!
يجب استحضار اختلاف الرؤى والتصورات داخل “حماس” نفسها، فمشعل ليس محمد الضيف أو يحيى السنوار. فما صدر عن الأول ربما يعكس تصوره هو بالذات للعلاقة بإيران ومحورها، والتي تختلف عن تصور الضيف والسنوار، ليس استراتيجيا فحسب بل في مجريات المعركة وسقفها أيضا!
ماذا يعني هذا؟ إنه يعني أحد أمرين:
– إما أن التنسيق مع إيران ومحورها لم يحصل منذ البداية، وهذا مستبعد لأن إيران لن تقبل به، وليس في مصلحة “حماس” إخفاء عمليتها عن أكبر داعم لها في المنطقة! ليس شرطا أن تلتزم “حماس” برؤية إيران، إلا أن عدم إحاطتها علما غير مقبول في الأعراف السياسية بين أطراف الحلف أو المحور الواحد..
– وإما أن هناك اختلافا حول السقف؛ فربما سقف “حماس” أعلى من سقف إيران، لاختلاف الاستراتيجيات.. وبعبارة أوضح: ربما تصور إيران للمعركة غير تصور “حماس مشعل” لها.. مع استحضار الاختلاف الحاصل بين “حماس مشعل” و”حماس الضيف والسنوار”.. ومن هذا الباب أيضا، فربما يبقى تصريح مشعل في حدود السجال الإعلامي (خاصة مع تفاعل “حزب الله” و”الحوثي” كل بطريقته)، ويبقى سقف المعركة محصورا في دوائر ضيقة بين الجناح العسكري ل”حماس” والمحور الإيراني..
هناك تفسير ثانٍ، يدخل في التفسيرات الثانوية؛ وهو أن “حماس” تقوم بمناورة إعلامية لفائدة إيران، حتى تخفف عنها ضغط الأمريكي ذي الأوراق المتعددة في “اللعب مع إيران”..
نستفيد من هذا التحليل الذي يشتغل على أقل قدر من العطيات، وهي المتوفرة في وسائل الإعلام بطبيعة الحال، أن المعركة أعقد مما يتصور.. الأمريكي فيها ليس واحدا، والإسرائيلي فيها ليس واحدة، المقاومة أيضا ليست واحدة، الدول العربية مصالح شتى وتقاطعات شتى، الصيني لا يغامر في منطقة لأمريكا فيها اليد الطولى، الروسي يفتح جبهة مع أوكرانيا وليس في مصلحته جبهة أخرى، التركي مكبّل بالديون ووضعية الليرة…
من سيتدخل وكيف؟! من سيحسم المعركة ومتى؟! لنشاهد!