من البيداغوجيا النظرية إلى بيداغوجيا التطبيق


لعل الدارس والباحث قد تنبه في عصرنا الحديث إلى نوعية التعلمات التي تطرحها المدرسة اليوم، والتي أصبحت محط تغيير جذري في جودة التعلمات التي يحتاج لها المتعلم وخاصة أمام سطوة الذكاء الاصطناعي الذي غير جيلا بكامله، وأضحت  التعلمات الكلاسيكية  عرضة للتغير والإهمال، وبناء  عليه فإن الرهان التعليمي للطفل لا يقبل إلا جودة التعلمات والبحث عن مدرسة الإدماج  وتكافؤ الفرص بين المتعلمين حتى أثناء اكتسابهم لتعلمات ذات فاعلية.

وفي ظل التعليم الكلاسيكي الذي كان يمنح سلطة مطلقة للأستاذ، وجعله هو من يقرر وينفذ  ويتحكم  في سير الحصة التعليمية، جاءت  المقاربة بالكفايات لتجعل  البداية من الصفر، وتعطي الحق للمتعلم بأن يكون فاعلا حقيقيا في فصله الدراسي من دون قيود أو ردع  تعليمي، لكي يستمر المسار التعليمي لكل متعلم على حدة.

  • أعطى جون ديوي الضوء الأخضر أثناء إنشائه  مدرسة بشيكاغو  الأمريكية، والذي نظر لفلسفته  البرغماتية  القائمة  على [التعلم بالفعل] وفق ميولات وحاجات، حيث يرى أن الفعل والتفكير عبارة عن ورشة عمل .

وقد كانت بداية هذه النظرية من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حرص جون ديوي  على تشبيهها  بالمقاولة  وعلى أنها مجموعة من المهارات وهي وسيلة لحل المشكلات  وأنها تساعد على إدماج  المتعلمين والمتعلمات داخل الفصل الدراسي .

  • بيداغوجيا المشروع : هي مقاربة تربوية تشكل امتداد للنظرية البنائية، وتقوم على تقديم مشاريع للمتعلمين في صيغة وضعيات وفق مسار زمني محدد بتوجيه من المدرس .

الأهداف الكبرى للنظرية: عملت هذه المقاربة على الربط بين ماهو نظري وتطبقي وربط التعلم بمواقف من الحياة اليومية للمتعلمين، وكما تساعد على التمرن والتخطيط  والتنظيم وجمع البيانات وتنمية روح العمل الجماعي والتعاون والمنافسة .

حرصت النظرية على الرهان على مشاريع، كيف ذلك ؟

من المعلوم أن هناك مشروعان  كبيران؛ الأول جماعي والثاني فردي، المشروع البيداغوجي تعمل عليه الجهات الوصية مثل المديرية الإقليمية أو الجهة .

أما مشروع المؤسسة، هو موضوع اختياري تعمل عليه المؤسسة  على شكل نوادي ثقافية صحية بيئية تربوية فكرية سياحية أو عبارة عن جداريات  أغراس  تشجير أو مشروع لغات .

- إشهار -

مشروع مجموعات الفرق : هو عبارة عن ملف موضوع المشروع

المشروع الفردي لكل متعلم هو مشروع لابد أن ينخرط.فيه المتعلم مند بداية تعليميه  إلى مرحلة الإعدادي والثانوي ويمكن ان يكون ورشا نمودجا  للكاتب او طبيب او عبقري مبرمج  الخ …

ودائما تكون هذه المشاريع ذات أبعاد معرفية  مهارية قيمية  أخلاقية.

مراحل إعداد المشروع : يتخذ المشروع طابعا  تخطيطيا  له بداية ونهاية ويحتاج  إلى دراسة وتنفيذ الجدوى فيه الإعداد  والتكوين ثم أخيرا التقويم  والمقارنة مع مشاريع أخرى وجرد الأهداف المسطرة.

  • ختاما يمكننا أن نقول أن بيداغوجيا المشروع أماطت اللثام عن مجموعة من المغالطات  حول مشروع المتعلم، وجعلته محور العملية التعليمية التعلُّمية، من أجل أن يصبح فاعلاً وباحثاً يتخذ  التعلم الذاتي مطية، وهنا يأتي المشروع التطبيقي عبر الفعل والممارسة، إذا يزكي ما سعت إليه المقاربة بالكفايات  .

هريدة محمد – باحث في مجال التربية / المغرب

إن الآراء الواردة في هذه المقالة، لا تـُعبّر بالضرورة عن رأي موقع "بديل"، وإنما عن رأي صاحبها حصرا
أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد