أبعاد سياسية للتألق الكروي المغربي بين الهزل والجد.. من “استعادة قصر الحمراء” حتى رفع العلم الفلسطيني
حمل تأهل المغرب إلى الدور الـ16 في كأس العالم المقامة في قطر، معاني سياسية بين الجد والتعليقات الساخرة التي تدخل في باب النكتة السياسية سواء في المغرب أو إسبانيا أو العالم العربي والإسلامي.
ذلك أن مناسبة رياضية بحجم انتصار “أسود الأطلس” انتظرها المغاربة منذ 36 عاما، لا يمكن إلّا أن تخلف جدلا سياسيا وردود فعل مختلفة، وإن كانت كلها في إطار الفرح والترحيب بما حققه اللاعبون. ويعد هذا التأهل الثاني من نوعه للمغرب بعد ذلك التأهل التاريخي سنة 1986 في المكسيك مع جيل لاعبين كبار أمثال الزاكي وبودربالة والتيمومي وخيري، والآن يخلفهم زياش وحكيمي والمرابط وغيرهم.
وفي إطار التعليقات الساخرة حول المباراة المقبلة ضد إسبانيا، جاء في موقع فيسبوك بأن مدريد تعرض على الرباط إعادة سبتة ومليلية المحتلتين، مقابل أن يترك المنتخب المغربي نظيره الإسباني يحقق الفوز، غير أن المغرب يرفض العرض ويشترط إضافة “قصر الحمراء في غرناطة”.
وفي تعليق من نوع آخر، كتب مواطن مغربي في تويتر: “كان الأطلس بدون أسود، والآن عادت الأسود لتستوطنه”، وهو قريب من عنوان الجريدة الرياضية الفرنسية الشهيرة “ليكيب” التي عنونت: “المغرب في قمة الأطلس”.
وبين الجد والسخرية، أبرز عدد من نشطاء الحركات القومية في بلد الباسك وكتالونيا أنهم سيشجعون المنتخب المغربي على حساب الإسباني؛ لأنهم لا يعترفون بإسبانيا. وهذا ليس بالغريب، وعادة ما يشجع استقلاليو الباسك وكاتالونيا الفرق المنافسة للإسبانية. فقد كانت الشرطة الباسكية مثلا قد تدخلت سنة 2010 لمنع الاحتفال بفوز المنتخب الإسباني بكأس العالم في مدن الباسك. ولم يلعب المنتخب الإسباني في مدن كتالونيا مثل برشلونة منذ حقبة الدكتاتور فرانكو، أي منذ حقبة الأبيض والأسود. ولم يلعب في إقليم الباسك منذ الستينات، وصادق البرلمان الباسكي (الحكم الذاتي) على قرار يمنع منتخب إسبانيا من اللعب في مدن الإقليم.
وعنون الصحافي واليوتوبير حميد المهداوي، أحد الأكثر تأثيرا في المغرب، حلقته ليلة الخميس، وهو يستعرض آلاف المغاربة الذين نزلوا للشارع محتفلين بـ”فرحة كبيرة ولكن ناقصة بسبب غلاء الأسعار والاعتقال السياسي”، مطالبا الدولة بضرورة إعادة النظر في سياستها. ومثله مثل الكثير من المغاربة، أبرز أن كل لاعبي المنتخب من أفراد الجالية المغربية الذين خرج آباؤهم بحثا عن مستقبل أفضل، وليسوا من نتاج التسيير الحكومي.
وحول هذه النقطة، كتبت الباحثة عائشة التاج في تدوينة لها على فيسبوك: “إلى الدولة المغربية العتيدة. أبناء الفقراء المهاجرين أو المهاجرون قسرا جاءوك بالخبرة الكروية إضافة للروح القتالية التي يتميز بها الفقراء بشكل خاص، وجعلوا أعلامك ترفرف عبر الشاشات وصيتك يعلو عبر المنصات وسمعتك تتلألأ”، مضيفة: “المطلوب الآن، أن تسترجعي العقول المغربية المهاجرة للخارج كي ينقذوا المجالات المختلة مثل التعليم والصحة وتنثريهم داخل المؤسسات العتيدة كي ينثروا بدورهم ما اكتسبوه من خبرات وقيم النهوض والتطور إلى الأمام. فهل أنت فاعلة؟؟؟”.
في غضون ذلك، يبقى الموقف الغريب هو قرار جزء من الإعلام الجزائري بشقيه المستقبل والرسمي الذي يتحدث عن جميع الفرق المشاركة باستثناء الحديث المنتخب المغربي وكأنه غير مشارك أو غير موجود في الكرة الأرضية.
ومشيا على مقولة “ختامه مسك”، كان لرفع بعض لاعبي المنتخب المغربي ومنهم جواد الياميق للعلم الفلسطيني إلى جانب المغربي وهو يطوف به وسط الملعب وقع كبير أبرز مدى ارتباط المغاربة بهذه القضية النبيلة.
حسين مجدوبي