لزرق: بنكيران يريد ضرب الطبقة الوسطى لـ”نسف الديمقراطية”


على خلفية النقد اللاذع الذي وجّهه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران للحكومة، بسبب الزيادة في أجور أساتذة التعليم العالي، يرى الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي رشيد لزرق، أن “قوى التدين السياسي، تهدف إلى ضرب الطبقة الوسطى لاستكمال أجندتها”.

وكان بنكيران، قد انتقد، في كلمة له خلال اللقاء العادي اللجنة الوطنية للحزب، الزيادات التي خصصتها الحكومة لأساتذة التعليم العالي، مُصنفا إياها ضمن “الأشياء الغريبة التي تقوم بها الحكومة”.

وقال بنكيران إن هاته الزيادة غير منطقية في “هذا التوقيت بالذات”، مردفا: “وإن كان ولابد أن تكون هناك زيادة، فلتكن أولا للسلاليم الدنيا في التعليم من الابتدائي والإعدادي والثانوي حتى نصل للجامعي”.

وأضاف المسؤول الأول في البيجيدي الذي قاد الحكومة لمدة 10 سنوات، أن “هناك فئات لا مداخيل لها أصلا، وتوجد في قاع الهشاشة يجب أن ينصرف إليها الاهتمام من باب أولى”.

وفي هذا الإطار، اعتبر رشيد لزرق أنه من “العادي أن تحارب قوى التدين السياسي الطبقة الوسطى، على اعتبار أن هذه الطبقة هي عماد الديمقراطية، مما يعني أن القضاء عليها يفسح المجال لهاته القوى من أجل استكمال أجندتها”.

- إشهار -

وقال لزرق في تصريح لموقع “بديل”، إن “هذه القوى لا تؤمن بالعلم، ولا تؤمن بالبحث العلمي، لأنها تستمد قوتها من الخرافة، وتصريح بنكيران يأتي في هذا السياق”.

ويرى الأستاذ الجامعي أن إخوان بنكيران “قتلوا البحث العلمي خلال عقد من الزمن”، مضيفا: “إنهم يريدون اليوم، أن يعيدونا إلى زمن الكتب الصفراء”.

وبخصوص اعتبار أن الزيادة في أجور أساتذة التعليم العالي شكل من أشكال “الرشوة”، قال لزرق إن “أكبر رشوة هو المعاش السمين الذي يحصل عليه بنكيران، وإذا كان يدافع بحق عن الفقراء فعليه أن يتبرع بتقاعده لفائدة المحتاجين، خصوصا وأننا نمر من أزمة اقتصادية، وبذلك سيعطي المثال كشخص مفتروض أنه رجل دولة”.

وأشار الباحث في القانون الدستوري، إلى أن “قوى التدين السياسي عملت خلال عقد من الزمن على تفقير الطبقة الوسطى، وإلحاقها بالطبقات الدنيا، لأنها تحمل مشروعا يقوم في الأصل على ضرب الديمقراطية”.

وأكد لزرق أن “أي ديمقراطية في العالم تعمل على توسيع الطبقة الوسطى، بدل تدميرها كما فعل بنكيران وأشباهه”.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد