مساجد الجزائر أماكن عبادة أم تصفية حسابات؟
يقود العسكر الحاكمون في الجزائر حملة شرسة ضدّ المغرب من خلال استعمال المساجد، هذا اللجوء إلى المساجد من أجل استعداء الشعب الجزائري ضدّ جيرانه يُظهر مقدار إصرار أنظمة شمال إفريقيا والشرق الأوسط على العودة إلى إحدى أسوأ التقاليد التي ورثها المسلمون عن ماضيهم، وهي توظيف أماكن العبادة لحسابات سياسية لا تفضي إلا إلى مزيد من التوتر وكهربة الأجواء.
مشكلة النظام الجزائري أنه يعلم بأنّ عداءه للمغرب لا يشمل الشعب الجزائري بل يقتصر على الطغمة الحاكمة، ولهذا ارتأى أن يعود إلى الطريقة القديمة التي تضمن له تخدير الجمهور وتحريك العواطف: طريقة إقحام الدين في خلاف لا علاقة له بالعقيدة، بل يتعلق بالأرض والسياسة والدبلوماسية والجوار الجغرافي.
لقد عانى النظام الجزائري العسكري الأمرّين خلال عشر سنوات من الفتنة الخطيرة التي تسبب فيها إقحام التطرف الديني في الحياة السياسية، ثم قطع المسلسل الانتخابي بعد ذلك، ويذكر الجميع كيف استعملت قوى الإسلام السياسي المساجد سواء ضدّ السلطة أو ضدّ الأحزاب والنقابات والجمعيات وكل من خالفهم في الرأي والموقف (يذكر كل من تتبع تلك الأحداث خُطب علي بلحاج بمسجد باب الواد على سبيل المثال) ويذكر حُكام الجزائر كيف كانت نتيجة إقحام المساجد في المعترك السياسي: الفتنة العارمة وانتشار الكراهية والعنف في الشوارع والأحياء والجامعات والبيوت، وعوض أن يكون ذلك درسا وعبرة لهؤلاء عادوا إلى نفس العادة التي اكتووا منها.
في المرجعية الدينية يتحدث الفقهاء انطلاقا من “سورة التوبة” عن “المساجد الضرار”، والتي قصدوا بها كل مسجد بُني أو استعمل لغرض غير “ابتغاء وجه الله”، كالمباهاة والتفاخر والأبهة أو النفاق والرياء أو زرع الفرقة بين الناس وإثارة الفتن. ونرى أن مساجد الجزائر التي ساهمت بالفعل في التهجم على الجيران استجابة لتعليمات سياسية وعسكرية هي من هذا النوع الذي ليست له شرعية حتى في الدين نفسه. فالمساجد أماكن للعبادة لا لتصفية الحسابات.
ليس الجزاءر لوحدها بل كل المسلمين
لأنهم مقتنعين ان الاسلام دين و دولة