الغلوسي يكشف الوجه الآخر للمناطق التي ضربها الزلزال
اعتبر الناشط الحقوقي والمحامي، محمد الغلوسي، ان زلزال الحوز، بالإضافة الى المآسي التي خلفها، كشف عن حقيقة النخبة السياسية التي استولت على كل مفاصل التدبير الترابي “وتتبجح بحصادها الإنتخابي ووزنها السياسي”، دون ان تكون لها القدرة او الرغبة في القيام بدورها ومساعدة الناس الذين صوتوا عليها.
ويرى رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، ضمن تدوينة على صفحته الخاصة، أن جزء غير يسير من النخبة التي تتولى تدبير الجماعات الترابية بمختلف مستوياتها التنظيمية والمؤسساتية هي “نخبة تستثمر في سوق الإنتخابات لضمان سيطرتها على تلك المؤسسات لجني المكاسب وتوسيع علاقات وشبكات المصالح”.
وقال: “الوجه الآخر لهذه النخبة يقول انها تغيب لحظة الشدائد والأزمات لأنها ترعرعت في قنوات الريع والفساد، لذلك ليس غريبا ان نجدها غائبة عن محنة ومعاناة الساكنة المتضررة من تداعيات الزلزال. اختفت من المشهد بشكل كلي رغم توفر أحزابها على ممثلين للأمة في البرلمان”.
وأضاف الغلوسي، هي “نخبة ريعية استغلت مواقع المسؤولية وقربها من السلطة واغتنت بشكل غير مشروع دون أن يسائلها أحد عن مصدر تلك الثروة في حين يراكم الضحايا البؤس والفقر والظلم والإقصاء”.
وتابع، ” قدر الضحايا البسطاء انهم وجدوا أنفسهم بدون غطاء واق في مواجهة مباشرة مع السلطة ومع قساوة المناخ والطبيعة، وقدرهم أن يواجهوا كل ذلك وهم عزل دون تأطير ولاتوجيه لأن الفراغ احتل كل مساحات الفضاء العام وسماسرة السياسة وشناقة الإنتخابات لاتعنيهم مشاكل الناس في شيء”.
واستطرد، “يتقربون من الناس ويتوسلون اليهم فقط في فترة الإنتخابات ليسوقوا لهم الوهم حول غدهم الأفضل ثم فجأة يختفون عن الأنظار. إنهم يشبهون ‘الحراكة’ الذين يتاجرون في مآسي الذين يبحثون عن الهجرة إلى الضفة الأخرى !”.
وختم الغلوسي، تدوينته بالقول، “يعاقب ‘الدراويش’ ويتركون في العراء في خيام بلاستيكية تخبرهم أنهم في الدرك الأسفل من المواطنة، في حين يستمر لصوص اللياقة البيضاء في مراكمة الثروة والجشع دون ان تطالهم التقارير الرسمية ودون ان تمتد اليهم أيادي المحاسبة، ورغم ذلك يمتعض البعض ويستكثر على الناس حقهم في الإحتجاج ورفع الصوت في مواجهة الظلم والفساد “.