ماكرون يواصل زيارته للجزائر لـ”إعادة إطلاق الشراكة الثنائية”


يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة 26 غشت الجاري، زيارته للجزائر التي تستمر ثلاثة أيام بهدف “بناء المستقبل” دون التعتيم على أي شيء من الماضي الاستعماري، مع التركيز على رواد الأعمال الشباب والشركات الناشئة.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    ويزور الرئيس الفرنسي صباح اليوم مقبرة سانت أوجين الأوروبية التي كانت المقبرة الرئيسية في العاصمة أثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر، لتكريم الجنود “الذين ماتوا من أجل فرنسا”.

    وكان قد توجه في أول أيام زيارته أمس الخميس إلى نصب شهداء الجزائر في حرب الاستقلال (1954-1962) ضد فرنسا.

    وفي محطة مهمة أخرى الجمعة من زيارته التي تجري تحت شعار إعادة إطلاق الشراكة الثنائية، يلتقي مع رواد أعمال شباب على أمل إنشاء حاضنة فرنسية جزائرية لشركات ناشئة رقمية.

    كما سيزور إيمانويل ماكرون الجامع الكبير في الجزائر قبل أن يتوجه إلى وهران ثاني مدينة في البلاد معروفة بانفتاحها وإبداعها.

    وكرس الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون الخميس مصالحتهما بعد أشهر من الخلاف الدبلوماسي، وبعد اجتماع استمر أكثر من ساعتين بدا رئيسا الدولتين متفائلين.

    وتحدث تبون الذي استقبل نظيره الفرنسي في المطار، عن “نتائج مشجعة” تجعل من الممكن “رسم آفاق واعدة في الشراكة الخاصة التي تربطنا”.

    وأعلن أن فرنسا والجزائر ستعيدان إطلاق العديد من اللجان الحكومية لا سيما في المجالين الاقتصادي والاستراتيجي.

    وتتزامن الزيارة مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر في 1962.

    وشدد الرئيس الفرنسي على رغبة البلدين في التطلع إلى المستقبل و”العمل معا على هذا الماضي المشترك.. المعقد والمؤلم “.

    وستشكل الجزائر وباريس “لجنة مؤرخين مشتركة” من أجل “النظر إلى مجمل هذه الفترة التاريخية (…) من بداية الاستعمار إلى حرب التحرير، بدون محظورات وبإرادة (…) الوصول الكامل إلى أرشيفاتنا”.

    غاز وتأشيرات

    تطرق تبون وماكرون إلى الوضع في مالي التي انسحب منها الجيش الفرنسي مؤخرا، وفي دول الساحل الأخرى وليبيا والصحراء الذي “يتطلب جهودا مشتركة لترسيخ الاستقرار في المنطقة”، على حد قول الرئيس الجزائري.

    - إشهار -

    وتؤدي قضية الصحراء التي يطالب بها الانفصاليون إلى تصاعد التنافس في المنطقة بين الجزائر والمغرب الذي يؤكد أن هذه المنطقة “مغربية”.

    ومسألة شحنات الغاز الجزائري إلى أوروبا حاضرة أيضا حتى لو أكد الإليزيه أنها “ليست موضوع الزيارة”.

    ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا يتطلع الأوروبيون إلى الجزائر، أكبر منتج للغاز في إفريقيا وواحدة من الدول العشر الأولى في العالم في هذا المجال، في إطار مساعيهم لخفض اعتمادهم على الغاز الروسي بسرعة.

    وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها إيمانويل ماكرون الجزائر منذ توليه الرئاسة، بعد زيارته الأولى في دجنبر 2017.

    وكانت العلاقات بين البلدين في ذلك الوقت في حالة جيدة مع الرئيس الفرنسي الشاب المولود بعد عام 1962 والذي وصف الاستعمار الفرنسي بأنه “جريمة ضد الإنسانية” قبل انتخابه.

    لكن العلاقات تراجعت بسرعة بسبب ذكريات يصعب التوفيق بينها بعد 132 عاما من الاستعمار وحرب طاحنة ورحيل مليون فرنسي من الجزائر في 1962.

    ولم تصدر اعتذارات تنتظرها الجزائر عن الاستعمار. وفي أكتوبر 2021 سببت تصريحات إيمانويل ماكرون بشأن “النظام السياسي العسكري” الجزائري والأمة الجزائرية شرخا خطيرا.

    ومنذ ذلك الحين، بذل ماكرون جهوداً كبيرة واستأنف الرئيسان تدريجيًا الشراكة الثنائية.

    لكن المسألة الحساسة المتعلقة بالتأشيرات التي تمنحها فرنسا وتم خفض عددها إلى النصف، ما زالت تؤثر على العلاقات المتبادلة.

    وأشار ماكرون إلى ذلك الخميس عندما تحدث عن قرارات اتخذت من أجل “تنقل مختار” لصالح الرياضيين أو رواد الأعمال أو الجامعيين من أجل “بناء المزيد من المشاريع المشتركة”.

    وكالات

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد