أستاذة تتهم أستاذاً بترسيبها والأخير يرد
اتهمت أستاذة متدرّبة (و.ب)، في شعبة اللغة العربية، أستاذاً مكوناً (س.ع) بمركز التربية والتكوين بوجدة، بترسيبها، بشكل تعسفي وبدون وجه حق.
وقالت الأستاذة المتدرّبة، ضمن تدوينة: “منذ التحاقي بالمركز وأنا أعاني من اضطهاده المعنوي واللفظي واستفزازه المستمر لي وعدوانيته تجاهي أمام مرأى ومسمع كل زملائي وزميلاتي بحيث كان يقوم بتبخيس أي مداخلة لي داخل الفصل لأسباب لم أفهمها وقتئذ إلا أنني عرفت لاحقا بأنه له باع طويل في هذا التعامل ولكن للأسف ليس مع الكل”.
أساس شخصي
وأشارت إلى أن “أغلبية الترسيبات التي بدأت منذ بداية التكوينات بهذا المركز كان له فيها حصة الأسد، ولم تكن مقنعة أو مبنية على معطيات موضوعية، بل كلها ذات أساس شخصي في غياب تام لشخصية المربي والعادل الذي يتعامل مع الكل سواسية على اختلاف أفكارهم وأشكالهم وأجناسهم”، وفقا لتعبيرها.
وذكرت أنها “تقدمت بطلب لإدارة المركز من أجل إعادة التصحيح لعله يتم إنصافي وإعطائي حقي الشيء الذي لم يتحقق لحد الآن لذلك أخبر جميع الشرفاء بأني مستعدّة للدخول في كافة الأشكال النضالية لاحقاق الحق”.
وأضافت: “كما سأحتفظ بحقي في متابعته عبر جميع الطرق القانونية وسأدلي بما يفيد في عدائه لي وتبخيسه لكل مجهوداتي مما يبين أن الحساسية والمشكل شخصيان ولا علاقة لهما بمستواي ولا بمجهوداتي الأكاديمية والتربوية وهذا ما يؤكده كل أستاذتي بمركز التكوين”.
رد الأستاذ
ومن جانبه، خرج الأستاذ (س.ع)، في تدوينة عنونها بـ”توضيح لا بد منه بخصوص رسوب متدربة”، قائلاً: “أطْلَعني أمسِ بعضُ الفضلاء على تدوينة للراسبة الوحيدة من فوج أساتذة اللغة العربية المتدربين لهذه السنة (2022)، فاندهشتُ للغاية، لا بسبب الأباطيل التي اجترأت على تضمينها تدوينتها، ولكن بسبب أن التدوينة من أولها إلى آخرها بُهتانٌ خالص”.
وأضاف أن هذا “البهتان الخالص، يشهدُ على افترائه زملاء فوجها الخمسون (50) الذين اتصل بي بعضُهم مُنشدِهًا من خُطوتها تلك الهوجاءِ غيرِ المسبوقة ولا المفهومة، ومُستنكرا أشدَّ الاستنكار فِعلتَها، ومُبديا رُجولةً مبدئية للشهادة بالحق والحقيقة إداريا وقضائيا إن اقتضى الأمر”.
حالة استثنائية
وقال الأستاذ إن “المعنيَّة كانت حالة استثنائية في ما يتعلق بالغياب وعدم الانضباط، حيث تجاوزت غياباتها عن التكوين بسبب متابعة الدراسة المؤدَّى عنها بسلك الماستر بالرباط عتبة المائة (100) ساعة، من بينها أسبوعان كاملان (من الاثنين إلى السبت)، مما حدا بي إلى لفت انتباه إدارة المركز منذ وقت مبكر، وقد راسلت الإدارةُ الأكاديميةَ الجهوية التي للأسف لم تتحرك البتة”.
وتابع: “في هذا السياق أذكر أن المعنية قد بلغ بها الأمر إلى أن تتغيب عن مصوغة “التشريع” غيابا كليا، حيث إنها لم تحضر من ساعاتها ولو حصةً واحدة وحيدة!”
زاوية منفرجة
وأضاف أن “المعنية كانت حالة استثنائية في ما يتعلق بالجانب العلمي من تخصص اللغة العربية في شقه اللغوي، حيث إن درجة الضَّعف كانت لديْها ذات زاوية منفرجة للغاية”.
وأشار إلى أن “المعنيَّة أقدمتْ على خطيئة علمية أخلاقية فادحة كان بالإمكان أن تقدَّم بسببها إلى مجلس الانضباط الذي لن يرضَى عقلاؤه حين يَجمعون هذه الخطيئة إلى خطيئة الغياب الماراطوني بغير عقوبة الفصل المستحقَّة. لكنني مع ذلك سترتُها، ولم أُبْدِها لزملاء فوجها الذين خدعتْني وإياهم، بل لم أواجهْها هي نفسَها بخطيئتها هاته إلا بعد أن أتمَّتْ كافة اختباراتها الاستدراكية، وذلك حِرصا مني على ألا تضطرب إن هي علمتْ أني أعلمُ ما اقترفتْ وأخْفَتْ”.
واسترسل: “ولولا أنها افترتْ ما افترتْ في تدوينتها المشار إليها ما ذكرتُ هذه الخطيئة هنا، لكن إحقاق الحق وإزهاق الباطل يفرضان ذلك فرْضا لا مَهرب منه. يتعلَّق الأمر بسرقة علمية لمقال باحث بسلك الدكتوراه بفاس اسمُه (بوطاهر بوسدر) بعنوان “المعايير النصية: الاتساق والانسجام”، منشور على موقع الأَلوكة بتاريخ 23/12/2017”.
الموضوعية والتحدي
وأورد الأستاذ المكوّن، ضمن التدوينة التوضيحية أن “النقط التي حصلتْ عليها المعنيَّةُ موضوعية بأقصى ما يُمكن، وبصرامة لا شيةَ فيها، فالكل أمام التقويم العلمي سواسية، ولا دخلَ فيه لأيِّ اعتبارٍ آخرَ خارجي – ولم أفعلْ ذلك في حياتي المِهنية قطُّ، وكيف أفعلُه وأنا الذي أكوِّنُ أجيال أساتذة الغد بصرامة على كافة مبادئ التقويم المثالي (ما أمكن) الذي يسترشد بكمالِ قوله تعالى (وأنْ ليس للإنسان إلا ما سَعَى، وأنَّ سَعيَه سوفَ يُرَى)؟
وأضاف أن ” أوراقها مع كافة أوراق المتدربين محفوظةٌ لدى إدارة المركز، وإن حقها في اللجوء إلى القضاء مضمون إن كانت تريد أن تكون عمَليةً بدلَ التشهير الفارغ في فضاءات التواصل الرقمي، وبدلَ (لايْكات) الجاهلين لكافة حيثيات الموضوع، فإن شهِدَ لها بما تدَّعي من بُهتانٍ فارغٍ ثلاثةُ عُدولٍ فحسبُ من زملائها الخمسين الذين درسُوا معها، فإني مستعد لأن أقدِّم استقالتي أنَفَةً”.