خلفيات ارتفاع حالات الانتحار بشفشاون
بعدما كانت شفشاون، تُعرف بكونها وجهة سياحية مهمة في المغرب، أضحت في السنوات الأخيرة واحدة من أكثر الأقاليم التي تنتشر بها “ظاهرة الانتحار” بشكل مخيف، بعد تسجيل حوالي 289 حالة انتحار، منذ 2014 وإلى حدود الأشهر الأولى من السنة الجارية.
وأرجعت الفاعلة الجمعوية والناشطة الحقوقية، حميدة جامع، السبب الرئيسي لارتفاع حالات الانتحار إلى “غياب التنمية وتعثرها بالمنطقة، على الرغم من محاولات اخفاء ذلك، بمبرر أن دولا كبرى تعرف هذه الظاهرة، كسويسرا”.
وأوضحت جامع، في تصريح لموقع “بديل”، أنها رصدت في إطار عملها الجمعوي، انتحار بعض الأشخاص، بسبب تراكم الديون عليهم.
وأشارت جامع إلى أن هناك أسباب أخرى، مرتبطة بالصدمات العاطفية، كـ”انتحار الفتيات” بسبب التخلي عنهن من طرف الرجال الذين وعدهن بالزواج، أو انتحار ضحايا “زنى المحارم”.
وفي هذا السيّاق، نبهت الناشطة الحقوقية، إلى خطورة الأمراض النفسية الناتجة عن الصدمات، مشيرة إلى أن المستشفى المخصص للمرضى النفسيين، في المنطقة “لا يوفر إلا على 28 سريرا خاصا بالذكور، بينما لا يتوفّر على أسرة خاصة بالإناث”.
ولم تنسَ جامع، إشكالية المخدرات بمختلف أنواعها، التي انتشرت في المنطقة بشكل مخيف خلال السنوات الأخيرة، معتبرة إياها سببا من أسباب الانتحار.
المؤسسات الرسمية
وفي سياق متصل، قال البرلماني عن إقليم شفشاون عبد الرحيم بوعزة، إن المنطقة أصبح اسمها مرتبطا بظاهرة الانتحار، مبرزا أنها أضحت “تشكل خطرا حقيقيا على الأسر، في ظل وضع يتسم بعدم تفاعل المؤسسات الرسمية مع الظاهرة، قصد القضاء على أسبابها”.
ولفت البرلماني، ضمن سؤال موضوع لدى رئاسة مجلس النواب، أمس الخميس 5 ماي الجاري، إلى أن الفقر والبطالة والهشاشة، كلها عوامل أساسية، تقف خلف هذه الظاهرة.
ودعا البرلماني، في المصدر ذاته، إلى “القيام بعمليات التحسيس والتوعية للتصدي للظاهرة، وبحث سبل تحسين شروط التربية الأسرية والمدرسية، والعمل على إيجاد حلول شاملة”.
وكانت معطيات رسمية، قد كشفت أن جهة طنجة تطوان الحسيمة، سجلت أكثر من 54 في المائة من مجموع حالات الانتحار على الصعيد الوطني، و70 في المائة منها سجلت بإقليم شفشاون.