هل تدفع “زيارة” بلنكين الجزائر إلى مراجعة علاقتها بالمغرب؟
ختم أنتوني بلينكين أول زيارة له إلى الجزائر، بصفته وزيراً للخارجية الأمريكية، يوم أمس الأربعاء الـ30 من مارس الجاري، بعد لقائه مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية رمطان العمامرة ومسؤولين آخرين.
وذكر بيان للرئاسة الجزائرية، أن عبد المجيد تبون استقبل، يوم الأربعاء، أنتوني بلينكن، الذي كـ.ـان مرفوقا بوفد دبلوماسي هام، مشيرا إلى أن اللقاء حضره وزير الشؤون الخـ.ـارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية عبد العزيز خلف، ووزير الطـ.ـاقة والمناجم محمد عرقاب، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني، ووزيرة البيئة سامية موالفي”.
ونقلت وسائل إعلام جزائرية أن بلينكين عبّر عن “ارتياحه” و “افتخاره” لاختيار بلـ.ـده “كضيف شرف” للطبعة القادمة، من معرض الجزائر الدولي، المرتقب شهر يونيو المقبل.
ووصل بلينكن إلى الجزائر قادما إليها من المغرب، وقبلها إسرائيل، حيث انضم إلى قمة جمعت وزراء خـ.ـارجية دول “عربية” قامت بتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.
وتأتي زيارة المسؤول الأمريكي إلى الجزائر في ظل التوتر المتصاعد بين هذه الأخيرة وبين المغرب، وهـ.ـو ما اعتبره متتبعون أنه يـُهدد إمدادات الطاقة من المنطقة نحو أوروبا، لا سيما في ظل الحرب الروسية-الأوكرانية.
وكانت الجزائر قد قطعت علاقاتها مع المغرب في غشت الماضي، وفيما بعد اتخـ.ـذت قرارا بعدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي الذي كانت تستخدمه لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب.
وحول الزيارة، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يائيل لمبرت إن بلينكن ونظيره الجزائري “سيناقشان الأمن والاستقرار الإقليميين والتعاون التجاري ودعم حقوق الإنسان والحريات الأساسية”.
ويرى متتبعون أن من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت بالجزائر في التصعيد تـُجاه المغرب، في الأشهر الماضية، هو اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، رسميا، بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية.
وأشار متتبعون إلى أن سلطات قصر المرداية، يـُقلها أي تطوّر في اتجاه حل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، ويتجلى ذلك، بشكل واضح في رد فعلها، تـُجاه دعم إسبانيا للحكم الذاتي بالصحراء (التفاصيل).
ومن هنا، وعلى خلفية العزلة التي أصبحت تـُواجهها الجزائر في المنطقة، يـُمكن طرح السؤال التالي: هل تدفع هذه الزيارة، والتي جاءت بعد زيارة إسرائيل والمغرب، بما يحمل ذلك من “رمزية سيّاسية”، السلطات الجزائرية إلى مراجعة مواقفها بشأن علاقتها بالمغرب؟