تحولات عميقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تتسارع الأحداث الدولية تلو الأحداث بشمال أفريقيا، وتتناسل الوقائع الدبلوماسية تلو الوقائع بالشـ.ـرق الأوسط ودول الخليج، وتزحف القرارات العميقة دوليا والصادمة أحيانا لبعض الدول، فبعد سنة من اعتـ.ـراف أمريكا بالصحراء المغربية، أردف اعترافها اعترافات مسترسلة، لألمانيا، انجلترا، وأزيـ.ـد من 22 دولة أفريقيا تفتح قنصلياتها بالصحراء المغربية، ثم هاهي إسبانيا، اليوم، تـُشيد بالحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل. بالإضافة إلى زيارة الوفد الموريتاني الرفيع المستوى والذي وقع ترسانة من الاتفاقيات الجادة والهامة بين الدولتين.
في الضفة الأخرى من الشرق الأوسط، هاهي مصر تتحرك بثقة وقوة لكبح الاندفاع الجزائري الرامي إلى عقد قمة عربية دون المغرب، والسعودية والامارات وقطر والكويت تدعم التوجه المصري، مما خلق انسدادا في الدبلوماسية الجزائرية، فتوج برفض تونس لمشاركة الجزائر والبوليساريو في الألعاب التي تستضيفها. ثم جاءت الصاعقة الكبرى وهي الحرب الروسية الأوكرانية التي عرت عن الحلف الغربي ومن يصطف حوله ويدور في فلكه ..
عالم جديد نراه يتمخض في ولادة جديدة لقيادات دولية جديدة، في مقدمتها الصين والهند والروس، أمام تراجع أوربا وخاصة ألمانيا وفرنسا، في حين قد تحافظ أمريكا وانجلترا وإسرائيل عن انسجامهم وبقاؤهم كقوة تنافس القوى الصاعدة دوليا.. إلى جانب دول الخليج وروسيا الصين الهند.
لكن محور الشر الجزائر إيران حزب الله البوليساريو الذي سبق أن كتبت عنه في مقالة سابقة يعيش حيرة سياسية وغربة دبلوماسية تجعلهم في انفصام عن الذات، لا هم إلى هولاء ولا إلى هولاء، كالذي يتخبطه الشيطان من المس. المنتظم الدولي أكيد سيصنف حزب الله والبولساريو منظمتان إرهابيتان، ويعتبر إيران والجزائر من الدول الراعية للإرهاب.. مما سيجعل المنتظم الدولي يتدخل لردعهم.. وهذا سيدفع المنطقة إلى ولادة نظام سياسي جديد بدل النظام العسكري الحاكم بالجزائر، ونظام بديل للنظام الصفوي بإيران..
فعلا نحن أمام تحولات عميقة ومتسارعة تحدث بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. تحولات ستدفع بالمنتظم الدولي إلى التعجيل بحل النزاعات الإقليمية تجنبا لأي حرب عالمية ثالثة محتملة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية الحالية التي قد تكون الحطب الذي يشعل فتيلها .
يبدو هذا، هو الاتجاه الذي يسير فيه المنتظم الدولي.. انهاء النزاعات الإقليمية بتوافق سياسي، قبل أن تستعر الكرة الأرضية في جميع مناطق النزاع الإقليمي اقتداء بروسيا، وفي خضم هذه الأحداث يسارع الفقه الدولي إلى طرح الحلول البديلة لنزع فتيل النزاعات الإقليمية بجميع القارات، مما يبشر بأن ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية سيعرف منعطفا تاريخيا، كما سبق أن تناولناه في مقالة سابقة .
ولعل هذا الرأي، له رأي مضاد ومخالف تماما.. وإن كنت لا أتفق معه، أدعوكم أخي القاريء إلى البحث عنه ومحاولة تفنيده أو تفنيد رأيي هذا !!!!
الكاتب: النائب البرلماني عيدودي عبد النبي