امرأة قروية تعلم كونفوشيوس درسا عظيما

عاش الحكيم الصيني كونفوشيوس، منعزلًا في قصر تحيطه الأسوار العالية، ولم يكن يعرف شيئًا عن واقع شعبه.
ذات يوم، خرج من القصر، فاندهش من حجم الفقر والظلم الذي يعانيه الناس، فقرر عدم العودة إلى نعيم القصر، واختار التجول في أنحاء الصين مع تلاميذه، ناذرًا نفسه لإرشاد الحكام إلى أفضل طرق إدارة مقاطعاتهم وحل مشاكل الناس .
في إحدى جولاته في الريف الصيني، وجد امرأة تبكي بحرقة عند قبر .
وعندما سألها عما أصابها، قالت:
هذا ثالث رجل من عائلتي يقتله نمر متوحش في هذه الغابة. لقد فقدت ابني، ثم أخي، والآن قتل النمر زوجي.”
استغرب كونفوشيوس وسألها:
لماذا تبقين في هذه الغابة المليئة بالنمور والأخطار يا امرأة ؟ لماذا لا تجمعين أسرتك وحاجاتك وتهاجرين إلى المدينة؟”
كفكفت المرأة دموعها وقالت بصوت مخنوق لكنه واثق:
- إشهار -
في المدينة، هناك حاكم ظالم، فكيف تريدني أن أعيش تحت سلطته؟”
وقف كونفوشيوس مندهشا من جواب المرأة ، والتفت إلى تلاميذه قائلاً: يا أبنائي، هذه المرأة القروية الفقيرة علمتنا للتو أعظم درس في الحياة.
أتدرون ما هو؟”
قالوا: “ما هو يا حكيم؟”
قال: “أن تعيش تحت الخوف من نمر متوحش، أفضل من أن تعيش تحت سلطة حاكم ظالم.”
ثم ودّع الحكيم المرأة، ممتنًا لها على هذا الدرس العظيم /لا يعرف الإنسان أين يجد الحكمة، فقط عليه ان يسأل/ وان يفتح عقله دائما للتعلم حتى من ابسط خلقه هذا إذا حافظ على نعمة التعلم وملكتها.