الشرقاوي يُعلّق على زيارة “شيرمان” للمغرب
بديل.أنفو
يرى محمد الشرقاوي، محلل سياسي متخصص في النزاعات الدولية، أن غياب المغرب عن التصويت في جلسة الجمعية العامة بشأن القرار الأممي حول الحرب الروسية-الأوكرانية، يُمكن أن ينقلب إلى خسارة مضاعفة، مع كلا الطرفين: البيت الأبيض والكرملين، معتبرا أن “الاجتهادات التي تلوّح بأنه كان موقفا “حكيما” أو “مبدعا”، لا تستند إلى معرفة واقعية أو تقدير موضوعي لموازين القوة في العلاقات الدولية”.
وقال الشرقاوي، في تدوينة، عممها على “الفيسبوك”، إن “التلويح باتفاق أبراهام والعلاقات المغربية الإسرائيلية أصبح بمثابة لازمة شعرية جوفاء في سير الحوار الدبلوماسي المغربي الأمريكي، وغدا حرص الرباط على التذكير بمودة تل أبيب تزلّفا إلى واشنطن كمن ينفخ في قِربة مثقوبة أو يعزف على غيطة مكسورة”، مشيرا إلى أن “هذا الإيقاع لم يعد يثير حماسة المسؤولين الأمريكيين لا الديمقراطيين ولا الجمهوريين، لا المسيحيين ولا اليهود، ومنهم نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان “.
وأضاف “لذلك ينبغي أن يتأمّل المرء حديثها خلال مؤتمرها الصحفي المشترك مع وزير الخارجية ناصر بوريطة يوم الثلاثاء بالرباط، مما يثير استفهاما عن الجدوى من التمسك بـ “بطولات” مرتقبة من اللوبي اليهودي في أمريكا، وانتظار أن تصنع إسرائيل “إنجازًا” للمغرب في واشنطن السياسية”.
وزاد أنه “على غرار تصريحات سابقة لوزير الخارجية بلينكن والمتحدثين باسم البيت الأبيض ووزارته في واشنطن، وقفت نائبته ويندي شيرمان هذه المرة في معقل الدبلوماسية المغربية تحدد مقومات الموقف الأمريكي من صراع الصحراء، والتي تصب في ثلاثة أضلاع رئيسية، تأييد المساعي الدولية في الأمم المتحدة كما الحال منذ عام 1991 عقب نشر بعثة المينورسو في المنطقة، وإن كانت البعثة الأمريكية هي صاحبة القلم في صياغة مشاريع القرارات السنوية التي يتخذها مجلس الأمن الدولي، وتزكية الدور الجديد للمبعوث الدولي ستافان دي ميستورا، والأمل في إنعاش العملية السياسية عبر الأمم المتحدة، بالإضافة إلى اعتبار مبادرة الحكم الذاتي المغربية جادة وذات مصداقية وواقعية”.
وأشار إلى أنه لـ”حديث شيرمان بشكل متعمد عن الحرب الروسية على أوكرانيا في الرباط أكثر من مغزى، وتذكير بما يترقبه الحلفاء من أصدقائهم في الأوقات العصيبة،” معتبرا أن “غياب المغرب عن تصويت في جلسة الجمعية العامة ينقلب إلى خسارة مضاعفة مع كلا الطرفين البيت الأبيض والكرملين”.
يُشار إلى أن عددا من المتتبعين اعتبروا عدم مشاركة المغرب في التصويت، قرارا حكيما، ويتمشى تماما مع الموقف الذي عبرت عنه الرباط بشأن “الحرب الروسية-الأوكرانية”، كما أنه من جانب آخر يدل على استقلالية المغرب في التعبير عن قرارته.
يُذكر أن نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان التقت يوم الثلاثاء، بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في الرباط، وناقشا سبل تعزيز العلاقات الثنائية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمغرب، بما فيها المصالح المشتركة في السلام والأمن والإزدهار الإقليمي واحترام حقوق الإنسان.