لفريك: هناك من يكتب حسب الموضة.. والكتابة بالنسبة لي ضرورة يومية (حوار)



    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    بديل.أنفو-

    خلق الروائي الشاب إدريس لفريك الحدث في الساحة الأدبية، من خلال أعماله التي استطاعت أن تحجز مكانا مرموقا إلى جانب كبار الكتاب والروائيين المغاربة والعرب.

    ويعتبر لفريك من بين ألمع الوجوه الأدبية التي اقتحمت الساحة في السنوات الأخيرة، بقوة السرد وانسيابية المشاعر ونُبل القضايا التي يتطرق لها من خلال كتاباته، التي تجعل الإنسان مركزا لها، وتحلق به في معالم جديدة.

    وبعد أن أصبح لفريك اسما مألوفا ضمن قوائم الجوائز العربية، من خلال أعماله التي استطاعت أن تخلق الجلبة والضوضاء، بهدوئها ورزانتها، قام موقع “بديل” بإجراء حوار مع المبدع إدريس لفريك.

    وهذا نصه:

    قلت على لسان أحد شخصيات روايتك الأخيرة مصائر، والتي وصلت بالمناسبة إلى القائمة القصيرة لجائزة زاجل مصر فئة الرواية لعام 2022 : “أنا هنا لأنبش عن ذاتي التي ضاعت مني في زحمة الحياة ومنعطفاتها الضيقة، وقبل كل شيء سأكتبُ لأفهم نفسي على الأقل“.. من هنا حدثنا عن الكتابة أولاً؟ وعن أول رواية كتبتها؟

    الكتابة بالنسبة لي ضرورة يومية مثل الأكل والشرب، ولا يمكن أن اتخيل نفسي بعيداً عن عالم الكتابة أشعر أنني حر حين أكتب، وحين أكتب تصير كل الأشياء المحيطة بي في متناول يدي وقلبي دفعة واحدة، الكتابة تجعل الحياة من وجهة نظري على الأقل أكثر اتساعاً.

    أول رواية كتبتها “هوس الرحيل” كانت سنة، 2013 ونشرتها سنة 2016 بالقاهرة، وعملية كتابتها كانت مجرد محاولة لتجاوز الألم الذي عصف بي في اللحظة التي فقدت فيها أخي. كتبت في هوس الرحيل حكاية أخي الذي رحل باكراً وترك خلفه الكثير من الأسئلة والأوجاع. ربما هكذا وجدت نفسي مصادفة أكتب، ولو لا الفقد ما كنت لأكتب، والكتابة حيلة دفاعية تجاه الأزمات.

    قيل “ما نكتبه هو ابن ما نقراه ”، وقيل ” بأن الكتابة هي في الحقيقة إعادة كتابة أو إعادة تشكيل لمفردات اللغة، وبأن ما نكتبه قد كتبه أشخاص آخرون قبلنا، ما رأيك؟

    المعنى هنا هو الاستفادة من تجارب الكتاب السابقين، وليس هو إعادة كتابة المكتوب، أي إعادة إنتاجه في حلة جديدة، بل كشف نواقص ما سبق، وتجاوزها في نص مستقبلي. فرغم تصويره ومعالجته لحقائق وتفاصيل سالفة، لكن دالة على الآتي.

    بعد استكمال نضج الكاتب، عند النهايات، ندرك العالم كما هو، لا كما يُقدم إلينا، ولا كما يحلو لنا رؤيته. فكل كاتب يبلغه عند استغراق في إغراءات ذاته، وتلح عليه ضرورة تصويب صورة عامة قدمها في أعماله، تدارك أخطاء، صياغة أدب أصيل صادق، رد فعل على وجودنا في مجتمع، كون، يسمحان إلقاء كل الأسئلة وقت لا تجد الرد على ابسطها.

    القارئ لمثل رواية “أحمر” حتى وإن كان معجبًا بها قد لا يتذكر شخصيات الروايةK وقد لا تبقى في ذاكرته زمنًا طويلًا لأن مثل هذا السرد قد يحجب نجومية الشخصية في الرواية التي تقوم في شهرتها وانتشارها على وهج شخصياتها. هل تشعر مثلًا بأن شخصية “المهدي المباركي” قد تذوي من ذاكرة القارئ؟

    هذا المأمول، لا أريد له أن يتخلّد، لا هو ولا أيّ شخصية في الرّواية، عاش حياته في فوضى كبيرة، لا مكافأةَ أفضل من أن ينطفئ في ذاكرة القراء كذلك، أتمنّى أن يلمس شيئاً داخل القراء، بحيث يشعرون به ويتمثّلونه، ويذوب فيهم، وبعد ذلك لينمحي ذِكرُه.

    - إشهار -

    ما الذي يجذبك نحو عالم الرواية؟ هل كانت رغبة قديمة ومؤجلة، أم أنها جاءت لأن الرواية نوع أدبي مغري في هذه المرحلة؟ خاصة أن هناك الكثير من الشعراء الآن، خاضوا في مرحلة متأخرة تجربة الكتابة الروائية؟

    هناك من يكتب حسب الموضة، فحتى الكتابة لغير الكتّاب أصبحت متأثرة بالموضة، تشبه في ذلك الثياب وقصات الشعر. أنا أمتلك قدرة على السرد، كان هذا واضحًا لدي في مادة الإنشاء والتعبير في درس اللغة العربية، كنت أكتب أشياء متقدمة على الكل، والرواية هي أرض واسعة يمكن أن يتحرك بها الكاتب براحة تامة، بشرط أن يتقن معايير الحركة.

    هل يطلع أصدقاء وأقاربك على روايتك؟ وإذا أبدووا ملاحظات، هل تستمع إليها؟

    نعم، هناك قارئ أول لكل عمل، وهذا القارئ لا يشترط به كونه صديقًا أو قريبًا، بقدر ما أنه يمتلك رأيا خاصًا ومعرفيًا.

    ثمة من قال إن: “القصة القصيرة والرواية في المغرب لم تصل إلى مرحلة إنتاج المعرفة”، ما رأيك؟

    القائل لم يقرأ أفضل إنتاج للقصة القصيرة والرواية في المغرب.

    بخصوص النشر، هل ثمة مكابدات حقيقية في سبيل وصول عملك الروائي إلى القرّاء؟

    النشر مرحلة صعبة للغاية، لأن بعض دور النشر تتعامل مع الأسماء الكبيرة وليس مع النصوص. وهذا الأمر يجعل من وصول الكِتاب إلى القارئ شبه مستحيل.

    مَن مِن الروائيين في العالم، قديمًا وحديثًا، يثير اهتمامك؟

    عالميًا: توماس هاردي، أريك استورياس، ماريا ريمارك وميلان كونديرا

    مَن من الروائين العرب؟

    إسماعيل فهد إسماعيل، صنع الله إبراهيم، عالية ممدوح، علوية صبح، الماحي بينبين وواسيني الأعرج.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد