اليهود المغاربة من الشيوعية إلى القصر

بديل.آنفو

“اليهود لا يمارسون السياسة” بهذه العبارة التي كتبها الكاتب اليهودي المغربي والزعيم السابق للحزب الشيوعي إدمون عمران المالح المقتبسة من روايته “رحلة بلا حراك”، يستهلُ كتاب “شيوعيو السلطان: يهود المغرب وسياسة الانتماء”، الصادر عن جامعة كامبردج مؤخراً من طرف “ألما راشيل هيكمان” المتخصصة في الشأن اليهودي؛ تحدث الكتاب عن مسار اليهود المغاربة في السياسة الذي بدأ شيوعياً.
الكتاب يسلط الضوء على اليهود المغاربة وتفاعلهم مع السياسة من حقبة الحماية الفرنسية إلى حدود الحاضر، ويرصدُ أهم التغيرات الحاصلة لليهود المغاربة وتفاعلهم مع السلطة والدولة.
من أمثال إدمون عمران المالح الذي يعدُ شخصية بارزة في الحركة المغربية المناهضة للاستعمار، الأمر الذي أثار استياء معظم أفراد الجالية اليهودية، الذين سعوا إلى الابتعاد عن مشاكل السياسية، وفي الحقيقة الكتاب يظهر وجود عشرات من القادة اليهود المدافعين عن الاستقال والمنخرطين في السياسية.
كان اليهود المغاربة المنخرطين في السياسة حسب طرح الكتاب، أقرب إلى الشيوعية المعارضة للنظام في حقبة الحماية وما بعدها، حيث شهد تواجد سياسيين من أمثال أبراهام السرفاتي الذي كان يعبر عن هويته “العربية اليهودية” كمنهجٍ للتأكيد على وطنيته المغربية، وصولا لانسحاب سيمون ليفي من المشهد السياسي في منتصف التسعينيات بعد أن كان شخصية بارزة في الحزب الشيوعي المغربي (حزب التقدم والإشتراكية حاليا) منذ الخمسينيات، وتأسيسه لمؤسسة التراث اليهودي المغربي ومتحف الدار البيضاء.
الكتاب ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حينما سلط الضوء على ماضي المستشار الملكي أندريه أزولاي، الذي كان شيوعيا حسب الكتاب، والذي تعرض بفعل أفكاره السياسية إلى اضطهادات مختلفة، ليتتبع مساره السياسي، وكيف بات اليوم أحد أعمدة السياسة داخل الدولة المغربة.

قامت “ألما راشيل هيكمان” أستاذة التاريخ بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية، من خلال كتابها تتبع ورصد كيف تم تغيير أيدولوجية اليهود المغاربة الذين مارسوا السياسة وكيف انتقلوا من المعارضة نحو الدفاع عن سياسة الدولة والمساهمة في تشكيلها، راصدة بذلك أهم المحطات والتفاعلات التي رسمت ماضي وحاضر اليهود المغاربة مع السياسية.