هل أجلت بؤر التوتر العميقة قمة العرب بالجزائر ؟ (حوار)
بديل.أنفو-
أثار قرار تأجيل القمة العربية المقررة في شهر مارس القادم بالجزائر إلى موعد آخر، تباينا في الآراء بين من يرى السبب هي الظرفية الوبائية الصعبة، ومن يراه نتيجة لكثرة بؤر التوتر والخلافات العربية مما يجعل التنسيق صعبا وخاصة في ظل بروز خلافات بين الجزائر مع المغرب بسبب نزاع الصحراء.
وفي هذا الصدد، أجرى موقع “بديل” حوارا مع خالد الشرقاوي السموني، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، تناول فيه ” الأجندة والكواليس” للخلافات الداخلية التي من الممكن أن تكون قد استندت عليها جامعة الدول العربية لإرجاء الدورة السنوية للقمة العربية.
وهذا نص الحوار:
برأيك هل السبب الرئيسي لتأجيل القمة العربية بالجزائر هو الإرتباك الحاصل بسبب كورونا؟
كان من المنتظر أن تحتضن الجزائر القمة العربية خلال شهر مارس المقبل، غير أنها تأجلت . فحسب مسؤول في الجامعة العربية سبب هذا التأجيل انتشار وباء كورونا، لكن حسب المعطيات و التقارير الإعلامية ، يمكن القول أن وراء هذا التأجيل أسباب سياسية ، وذلك بسبب السياسة الجزائرية العدوانية تجاه المغرب و انعدام الرؤية المتبصرة في السياسة الخارجية لدولة الجزائر.
هل أعربت الجزائر عن مواقف عدائية ومجانية أثناء الإعداد لمؤتمر القمة العربية، خاصة تجاه قضية الصحراء المغربية، كيف يمكنك تفسيرها وما علاقتها بإرجاء القمة الدورية السنوية؟
تتجلى السياسة العدوانية تجاه المغرب من خلال محاولة الجزائر إدراج ملف الصحراء في جدول أعمال القمة ، فقد سبق لوزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة أن قال بأن “القمة العربية المقبلة ستكون قمة التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية والشعب الصحراوي”، غير أن دول الخليج العربي، رفضت ذلك ، خصوصا فيما يتعلق بالموقف من قضية الصحراء، والتطبيع بين المغرب وإسرائيل.
وثانيا محاولة الجزائر بثر خريطة المغرب من صحرائه في وثائق القمة، لولا تدارك الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي ووجهت مذكرة سابقة إلى جميع المنظمات والهيئات المنضوية تحت لوائها، توصيها باعتماد خريطة موحدة في جميع التظاهرات التي تنظمها، مرفقة بصورة لخريطة الدول العربية، تضم خريطة المغرب كاملة.
هل الأسباب السياسية التي أدت إلى تأجيل عقد القمة العربية مقتصرة على خلاف البلد المستضيف مع المغرب؟ أم أنها حصيلة خلافات عربية اخرى وملفات عالقة حاولت الجزائر إقحامها في أشغالها ؟
السياسة الخارجية الجزائرية لها رؤية منعدمة في مجموعة الملفات غير المغرب، وأولهم محاولة الجزائر للتوصل لقرار بشأن وجود ممثل للنظام السوري لحضور القمة المرتقبة، ما أدى ذلك إلى خلاف سعودي جزائري ، بسبب تمسك السعودية برفض الخطوة في الوقت الراهن، فضلا عن ممانعة قطرية للخطوة أيضا.
ثم محاولة الجزائر سحب إدراج موقف عربي موحد بشأن التدخل الإيراني في بعض الدول العربية في البيان الختامي، لكنها فشلت في حسم موقف بشأن هذه النقطة .
هل تعتقد أنه من الصائب إقحام الجزائر لخلافاتها أثناء استعدادها لتنظيم أعمال القمة العربية ؟
كان على الجزائر ألا تقحم مصالحها و خلافاتها في جدول أعمال القمة ، في وقت ينبغي ترك الخلافات جانباً، والتعامل بحكمة مع المشاكل الإقليمية ، لأن هذا النوع من الدبلوماسية لا يخدم قضايا الوحدة العربية التي تحتاج إلى لم الصف العربي وتحقق التنمية و الاستقرار والأمن في المنطقة العربية وفض النزاعات بطرق حكيمة و متبصرة و في إطار مؤسساتي عربي .
وبسبب سياستها غير المتوازنة و غير الرشيدة ، أصبحت الجزائر منعزلة على الصعيد الإقليمي ، بل أنها لم تعد متحمسة لاستقبال القمة، بعد فشل كافة الجهود عقد قمة وفق أجندتها السياسية لاستعراض قوتها الدبلوماسية كقوة عربية فاعلة و مؤثرة إقليميا ، قادرة على المساهمة في حل المشاكل و الأزمات العربية .