هل تشعر إسبانيا بالعزلة بعد ترحيب ألمانيا بمقترح الحكم الذاتي؟


بديل.آنفو- أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن ترحيبها بمقترح الحكم الذاتي الذي تم طرحه من قبل الملك محمد السادس سنة 2006، وكان محور المباحثات بين كل من الرباط وجبهة البوليساريو في مفاوضات مانهاست بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2007.

على إثر المفاوضات التي قطعتها الرباط مع الدولة الألمانية بهدف استئناف العلاقات بين كل من الرباط، أصبح من ضمن جدول أعمال أولاف شولتس منذ توليه منصب المستشار الألماني الأسبوع الماضي، إعادة ترتيب الأوراق في العلاقات الثنائية مع الرباط.

لكن مدريد تشعر يوما بعد يوم بالعزلة الديبلوماسية خاصة بعد التحالفات الدولية والاستراتيجية التي عززت من موقع الرباط على المستوى الدولي والجيواستراتيجي، ناهيك عن المناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين المغربي والأمريكي.

وكانت إسبانيا دائما تراهن على دول الإتحاد الأوروبي وحلف النيتو من أجل تعزيز موقفها التفاوضي مع الرباط، خاصة بعد أزمة جبهة ”البوليساريو” ـ وما نتج عنها من دخول آلاف المهاجرين إلى مدينة سبتة المحتلة شهر يونيو الماضي.

ويقول أحمد نور الدين المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية أنه لا يمكن اعتبار أن إسبانيا تعيش في عزلة، نظرا لما تتمتع به من تحالفات قوية في علاقاتها الدولية نظرا لأنها عضو في الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ولكن عليها أن تشعر بالخزي والعار تجاه جارها المغربي، خاصة أن الخطاب الملكي الأخير كان واضحا بوقف جميع الشراكات مع أصحاب المواقف المزدوجة في قضية الصحراء المغربية، في إشارة لإسبانيا.

- إشهار -

وأضاف أحمد نور الدين، متحدثا لموقع ”بديل”، أن إسبانيا هي من تتحمل المسؤولية التاريخية في قضية الصحراء المغربية، نظرا لكونها مستعمرة إسبانية سابقا، كما أن جيش التحرير المغربي خاض معارك تحررية في الصحراء قبل استقلال الجزائر والجبهة الإنفصالية، كما أشار إلى عقدة المملكة القشتالية التاريخية من المغرب، نظرا للصراع الحضاري والتاريخي بين البلدين؛ قبل أن يشير إلى أن مدريد أمامها خيارين فقط لا ثالث لهما، الاختيار بين المغرب كشريك استراتيجي وتجاري، أو بين النظام الجزائري الفاشل بكل المقاييس.

وكثيرا ما راهنت مدريد على الإتحاد الأوروبي في أزمة الهجرة وورود أنباء عن إلحاقها مدينة سبتة باتفاقية شنغن باعتبار أن مدينتي سبتة ومليلية مدينتين أوروبيتين تنتهي عندهما حدود الإتحاد الأوروبي.

وتسعى الرباط إلى تكثيف صفقات التسلح وتعزيز الترسانة العسكرية موازاة مع العمل الدبلوماسية وتقوية الشراكات الكبرى وتعزيز التحالفات مع القوى العالمية وعلى رأسها كل من الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل وأخيرا ألمانيا.

وكانت صفقات التسلح التي قام بها المغرب من خلال اقتنائه طائرات البيرقدار التركية وتوقيعه اتفاقيات كذلك من أجل اقتناء صواريخ باتريوت الأمريكية والدرع الدفاعي من الصين، وطائرات الدرون من دون طيار وتنصيب هذه الأسلحة في شمال المغرب بالقرب من سبتة ومليلية، كل هذا يثير قلق مدريد من التفوق العسكري المغربي.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد