جنرالات الجزائر بين الحكم التوتاليتاري والانحطاط الأخلاقي


لم يكتف جنرالات الدم  بالجزائر بارتكاب المجازر في حق الشعب الجزائري  خلال التظاهرة السلمية المجيدة 5 أكتوبر1988، أو خلال ما بات يسمى في أدبيات التاريخ المعاصر بالعشرية السوداء التي راح ضحيتها أكثر من 200.000 جزائري، دون أن ينسى الجزائريون تصفية أكثر من 500 مجاهدا من منطقة القبائل لوحدها غداة الاستقلال، ناهيك عن اغتيالات أخرى شملت صفوة المقاومين في مختلف ربوع الجزائر…

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    لم يقتصر جنرالات فرنسا، بتعبير أحرار الجزائر، بإسالة دماء الجزائريين الزكية، بل قاموا بالتحرش بالمغرب سنة 1963 في الحدود الشرقية، وفي أمكالة 1 و أمكالة 2، وصناعة كيان انفصالي أغدقوا عليه بأموال  الشعب الجزائري من أجل اقتطاع جزء تاريخي من التراب المغربي …

    لم تقف عدوانية الحكم العسكري الأولغارشي عند هذه المجازر الدموية، بل وصلت بهم الوقاحة، في سابقة خطيرة من نوعها، إلى التطاول على الثوابت المغربية في شخص أمير المؤمنين رمز وحدة الأمة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

    قناة الشروق حال لسان جنرالات الدم انحدرت إلى الحضيض وهي تشن هجومها الجبان على الثوابت المغربية في شخص جلالة الملك الممثل الأسمى للملكة المغربية الذي يقود ثورة اقتصادية واجتماعية وثقافية وديموقراطية بشهادة القاصي والداني، ثورة جعلت من المغرب محلّ تقدير الأمم ومكنته من أن يتبوأ مكانة محترمة من بين دول العالم. وما يؤكد ذلك شهادات الأشقاء الجزائريين أنفسهم الذين زاروا المغرب حيث يعترفون بقوة المغرب الاقتصادية، وكذا اعتراف المحللين السياسيين والاقتصاديين بالاستثناء المغربي وقدرته على تجاوزه لمختلف الأزمات التي عصفت بالعديد من الدول.

    قناة الشروق التافهة، أو لنقل قناة “الشرور”، حال لسان جنرالات الدم، تدرك جيدا أن الملكية متجذرة في المغرب وتاج على رؤوس المغاربة منذ قرون خلت، لذلك حاولت يائسة مدحورة نفث سمومها من أجل تقديم خدمة لحكام المرادية الذين يسعون إلى تصريف أزماتهم. الكل يعلم أن الحراك الذي عصف برئيس عجوز عاجز توقف مؤقتا بسبب كوفيد 19.

    لذلك يهفو جنرالات “ماما فرنسا”، من خلال أدواتهم القدرة مثل قناة الشروق السيئة الذكر، إلى الاستمرار في خدمة عقيدة “أحمد بن بلة” و”هواري بومديان” والتي لازالت راسخة في ذهنية جنرالات الطغمة العسكرية، الجاثمة على صدر الجزائر الأبية، المتمثلة في معاداة الشعب المغربي وثوابته من خلال ترديد الأسطوانة القديمة ” المراركة حكرونا حكرونا حكرونا “، وهي نفس الأسطوانة التي أعاد ترديدها “بوتفليقة” سنة 1999 حينما نودي عليه من قبل الجنرال  الدموي خالد نزّار ليجعل منه الرئيس-الكركوز، كما فعل الجنرال القايد صالح الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، وسيفعله قريبا الجنرال شقرنيحة مع رئيس دمية مستقبلي .

    - إشهار -

    استمرار جنرالات الدم بالجزائر في الحكم رهين بإقناع الجزائريين بمعاداة المغرب، ونعتقد أن الجزائر الشقيقة الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية ستظل تعيش انحباسا سياسيا وأزمات اجتماعية واقتصادية طالما أن الشرذمة العسكرية هي التي تتحكم في اللعبة السياسية، وكتحصيل حاصل، يستحيل على المغرب المجاور لبلد يحكمه هذا الرهط أن يسلم من عدوانيتهم وألسنتهم السليطة.

    المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله سائرة في بناء دولة ديمقراطية حديثة وتحقيق إقلاع اقتصادي، وها هي ماضية في طريقها بكل عزم كما يعكسه الانخراط في الأوراش الكبرى التي كانت عنوانا للعهد الجديد. أما حكام قصر المرادية، الذين كانوا السبب في تصنيف الجزائر دولة فاشلة وغير آمنة، وكانوا السبب في تفقير الشعب الجزائري ودفع أبنائه اليائسين إلى ركوب زوارق الموت رغم أنه بلد بترولي، سيظلون أوفياء لنباحهم المجاني.

    وقد صدق من قال: “القافلة تسير، والكلاب تنبح”.

    (*)أستاذ باحث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد