“تفويت فضاءات” بجماعة مكناس يثير جدلا واسعا بالمدينة
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بمكناس وسم (#مكناس ليست للبيع) احتجاجا على مصادقة المجلس الجماعي للمدينة في دورته لشهر فبراير الجاري على “تفويت” ثلاثة فضاءات كبيرة، لشركة استثمارية متخصصة في إنشاء الفضاءات الرياضية، لمدة عشر سنوات.
وتحدثت التدوينات الفيسبوكية التي أثارت الموضوع عن “المسبح الأولمبي باب بوعماير ومساحته 4000 متر مربع، والمسبح البلدي المغطى ومساحته أيضا 4000 متر مربع، ومنتزه الرياض الذي سيتم تفويت 7 هكتارات من أصل 11 هكتارا التي تشكل مساحته الإجمالية”.
ويتهم النشطاء المكناسيون رئيس المجلس الجماعي للمدينة المنتمي لحزب العدالة والتنمية بالرضوخ لمعارفه وعلاقاته التي عبدت الطريق أمام الشركة الرياضية للاستفادة من كعكة الفضاءات التي سيحرم منها المواطن المكناسي بعد أن يصير الدخول إليها بمقابل مادي يعجز عنه أكثرية سكان المدينة.
ومن جهته اعتبر “زكريا بقادير” المستشار الجماعي عن حزب الأحرار، أن الحديث عن تفويت الفضاءات الثلاثة افتراء وتغيير للحقيقة، مؤكدا أن المجلس الجماعي صادق على اتفاقيات شراكة لاستغلال هذه الفضاءات، ولم يتم تفويتها لأن التفويت حسب تعبيره نقل للملكية بشكل نهائي وهو ما لم يتم.
وأضاف “بقادير”، في فيديو نشره على حسابه الفيسبوكي، ويتوفر “موقع بديل” على نسخة منه، أن المساحات التي يتحدث عنها النشطاء المكناسيون تتضمن الكثير من المغالطات، وأكد أن اتفاقيات الاستغلال التي عقدها المجلس الجماعي والشركة المتخصصة في الأنشطة الرياضية تتعلق بالمسبح الأولمبي لباب بوعماير دون المساس ببقية المنتزه التي لازالت على حالها تستغلها جمعية محلية في إطار شراكة مع المجلس الجماعي.
وتتعلق الاتفاقيات أيضا، حسب “بقادير” دائما، بالمسبح المغطى المجاور للمسبح البلدي، والذي يعيش، حسب ذات المتحدث، حالة سيئة جراء الإهمال الذي طاله لسنوات، وبجزء من منتزه الرياض، مؤكدا أن كل هذه الاتفاقيات تتماشى ورغبة المكناسيين في إقلاع المدينة والقطع مع ماضيها وحاضرها اللذين لا يسران أبناء المدينة وساكنتها.
واعتبر بعض النشطاء ظهور “بقادير” خرجة غير موفقة، منتقدين تمثيله لحزب الأحرار داخل المجلس البلدي واصطفافه لجانبه في التصويت لـ”التفويت” والدفاع عنه، في الوقت الذي ينتمي فعليا لحزب الأصالة والمعاصرة الذي عارض اتفاقيات الشراكة التي صادق عليها المجلس البلدي.
وفي سياق ٱخر نظم سكان تجزئة العثمانية وقفة احتجاجية أمام القصر البلدي تزامنا مع احتضانه أشغال دورة فبراير للمجلس الجماعي، احتجاجا على الأوضاع الكارثية التي تعيشها التجزئة والأحياء المجاورة لها جراء إقصائها من برنامج التأهيل الذي عرفته بعض أحياء المدينة، ولتذكير المسؤولين بكمّ الوعود التي قدموها للساكنة دون أن تعرف طريقها للتحقيق، حسب تصريحات استقاها “موقع بديل” من بعض المتضررين.
وأكدت مصادر من داخل المجلس الجماعي أن تأهيل هذه الأحياء تعوقه بعض الأراضي غير المبنية التي من المفروض أن يتم بناءها قبل الشروع في أشغال تأهيلها، خصوصا أن عددها كبير، ومع ذلك، تضيف ذات المصادر، فكل هذا لم يمنع من برمجة الأشغال التي ستعرف انطلاقتها في أقرب الآجال.