إهمال وبؤس سهل الغرب
تنقل نشرات الأخبار على القنوات التلفزية نوعا من الدينامية التي تعرفها عدة جهات في مجال الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والبيئية..
– هناك مهراجانات.. بغَضّ النظر عن محتواها والقائمين عليها والمصاريف المخصصة لها، وعما إذا كان لذلك فائدة..
– هناك بعض المنتزهات والحدائق الواسعة نسبيا، وما تتطلبه من عناية ورعاية يومية..
– هناك بعض المنجزات على الأرض، من قبيل ملاعب كبرى أو متوسطة، ومسارح، ودور الثقافة، وبنيات طرقية..
إلا منطقة سهل الغرب، بمدنها وقراها.. ورغم ما تزخر به من معطيات طبيعية كجبال وهضاب وسهول ومجاري مائية.. لكن تنعدم بها المنتزهات والحدائق..
مثلا يمكن لجبل سلفات أن يحتضن نموذجا.. او المرتفعات المحيطة بسيدي قاسم أو جرف الملحة وحد كورت وعرباوة..
يمكن لمنطقة الفوارات بالقنيطرة أن تحتضن تجمعا إيكولوجيا في منطقة رطبة، به طيور وحيوانات ونباتات مختلفة، عوض أن تهجم على أطرافه المباني، وفي ذلك تجنّ حقيقي على المنطقة، ومغامرة عمرانية..
يمكن لمدينة مولاي بوسلهام وشاطئها أن تخرج من عالم البؤس، إلى منطقة سياحية رائدة..
يمكن استغلال الشريط الساحلي على البحر من أجل منشآت سياحية ذي اختيار شعبي، تتوفر على الحدائق والإقامات السياحية والمسابح والمنشآت الرياضية.. وهذا الشريط يتوفر على خزان مائي جوفي هائل.. من مولاي بوسلهام إلى سيدي الطيبي.
من ضعف سهل الغرب في هذا المجال، عدم توفر السكان على خبرة وتجربة في القطاع السياحي، تاريخيا لا يعرفون غير الفلاحة.. وبالتالي لا يستثمرون في السياحة كما يحدث في مناطق أخرى.
الضعف البيّن في نخب السهل، وأكبر دليل نوعية المنتخبين في المنطقة، جلهم لا دراية لهم بالتنمية الثقافية والسياحية، وهناك فراغ مهمول في الترافع عن ملفات ومشاريع في هذا الشأن..
التهام جهة الرباط لجهة الغرب الشراردة بني احسن بعد إلغاء هذه الجهة ودمجها مع العاصمة..
لا حظّ للتجمعات السكنية في منطقة سهل الغرب في أي فرصة للاستجمام والتجول والسياحة في محيطهم القريب.. ربما أريد لهم أن ينتجوا فقط الأغذية، رغم أن جل ملاكي الأراضي الخصبة والضيعات الكبرى يعيشون بعيدا عن منطقة السهل! وتلك حكاية أخرى، أو هي لب الموضوع..
الصورة: فياضانات 2010 بالمنطقة.