فاجعة قيسارية الدباغ بفاس تكشف “وجود معامل سرية للخياطة”
أفاد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفاس سايس، أن الحريق المهول الذي شب في قيسارية الدباغ بباب فتوح بفاس، والذي أودى بحياة 6 أشخاص وخلف إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، كشف عن “وجود معامل سرية للخياطة داخل القيسارية”، وفق تقرير توصل به موقع “بديل”.
وأعادت هذه المعطيات للأذهان حادثة طنجة التي وقعت في الـ8 من فبراير 2021، بمعمل للخياطة، والتي أودت بحياة حوالي 28 عاملا-عاملة (19 امرأة، و9 رجال) غرقا، في معمل قيل أنه “سري”، وهو ما أثار استنكارا واسعا آنذاك.
وشهدت مدينة فاس مساء يوم الأربعاء 5 يونيو الجاري حريقًا مهولًا بقيسارية الدباغ بمنطقة باب الفتوح، مما أدى إلى سقوط ضحايا، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة للتجار.
وفي حوالي الساعة السادسة والربع مساءً، تعرض محل لخياطة الأفرشة داخل القيسارية لتماس كهربائي أثناء أعمال تلحيم. الشهود أكدوا أن التماس الكهربائي نتج عنه اشتعال النيران بسرعة نظراً لوجود مواد قابلة للاشتعال بكثافة في المحل.
وذكر تقرير الجمعية أنه ”عقب اندلاع الحريق مباشرة، حاول المواطنون المتواجدون في القيسارية إخماد النيران بأنفسهم. أحد المقربين من صاحب المحل أغلقه ظنًا منه أن الحريق قد تم إخماده، ولكن، النيران ما لبثت أن تصاعدت مجددًا لتأتي على المحل بأكمله، وامتدت بسرعة إلى المحلات المجاورة مما زاد من حجم الكارثة”.
وأوصت الجمعية، بـ”إعادة النظر في توزيع مقرات فرق الإطفاء والوقاية المدنية، مع ضرورة وجود مراكز قريبة من المناطق التجارية والمكتظة بالسكان لضمان استجابة سريعة في حالات الطوارئ”.
وتحدث التقرير على أن “رجال المطافئ وصلوا لموقع الحريق بعد حوالي ساعة من اندلاعه. وأن تأخر وصولهم كان بسبب بعد مقرهم الجهوي عن موقع الحادث، ما أدى إلى صعوبة كبيرة في السيطرة على النيران التي انتشرت بسرعة”.
وطالبت الجمعية بضرورة “تقديم الدعم اللازم للمتضررين والعمل على تحسين إجراءات السلامة العامة لضمان حماية الأرواح والممتلكات في المستقبل من قبل الجهات المعنية”.
كما ناشدت الجهات المختصة بالعمل على “مراقبة توفير طفايات الحريق وأجهزة الإنذار في كل محل لتقليل الأضرار في حال حدوث حريق، وتنظيم دورات تدريبية لفائدة التجار والعاملين في القيساريات على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ”.
ونبهت، وفق التقرير ذاته، لضرورة “تحسين البنية التحتية الكهربائية والتأكد من مطابقتها لمعايير السلامة”، تجنبا لتكرار مثل هذه الفواجع مستقبلا.