احك يا شكيب : ” عاصفة تنسف الاستقرار “
المغاربة مثلهم كباقي الشعوب يتفاعلون مع الأحداث عامة و مع الاحداث ذات الطابع الاجتماعي بشكل فكاهي و بسخرية خاصة ، و من القضايا التي أثارت جدلا و جدلا كبيرا منذ بداية القرن الواحد و العشرون أي قبل خامس فبراير من عام ألفين و أربعة ، حديث عن مدونة الأسرة ، حديث ظاهره انتصار للمرأة ضد الرجل ، حديث عن طلاق مكلف للرجل كان ظالما أو مظلوما ، الطلاق معناه نصف ممتلكات الزوج تنتقل للزوجة غصبا ، في ظل مجتمع نسبة كبيرة من أفراده تعيش هشاشة جاءت عبر تقارير رسمية ، و عزوف عن الزواج بسبب أوضاع مزرية و أزمات منها ما هو عالمي أثر على ما هو وطني ” جائحة كورونا ” كمثال
هذا الجدال و الصراع المفتعل جعل أهل النكتة يختلقون حكايا من نسج الخيال أسوق لكم اثنين منهما :
” دخل زوج لبيت الزوجية مساء بعد ان صعد للطابق الرابع حيث يقطن ، ففتحت له زوجته الباب مبتسمة على غير عادتها ، مما أثار انتباه و غرابة الزوج فسألها مندهشا يا فاطمة ما سبب فرحتك اليوم فأنت على غير عادتك ؟ فأخبرته باستهزاء يا زوجي الغالي ألم تصلك أخبار المدونة الجديدة ؟ أجابها الزوج : أخبريني يا عزيزتي : قالت له باعتزاز و افتخار : إذا فكرت يوما في الطلاق فنصف شقتنا و نصف راتبك سيصبح من نصيبي ، قال جميل جدا ، و لكنك تجهلين أن الثمن 1/8سيكون هو كل ما ستأخذين ؟ قالت كيف وضح كلامك حتى افهم جيدا ؟ قال إذا مت أنا و تركتك أنت و الأولاد ووالدي فما هو نصيبك في الإرث ؟ قالت هذا معلوم ، الثمن ، فقال لها : هذا ما ستنالين و لن يكون لك أكثر من ذلك ، فقالت : أي نعم ، و لم يمهلها طويلا و للتو اتجه نحو نافذة غرفة النوم و قال لها مستهزأ حقك هو الثمن و ليس النصف يا مغفلة و رمى بنفسه للشارع ”
” اتصل صديق بصديقه و طلب مقابلته في مقهى يلتقيان فيه نهاية كل أسبوع على وجه السرعة لأمر عظيم و مهم ، فحضر الصديق في الموعد الذي حدداه سلفا ، و شرعا في تناول الموضوع موضوع الساعة و هو ان تعديل المدونة سيحدث اضطراباً و خاصة تلك المادة المشؤومة التي تعطي للمفارقة نصف الراتب و الممتلكات و أن زوجته لما علمت بهذا، تغير حالها فأصبحت تهينه في كل لحظة و حين مما سبب له أرقاً ، فقال لصديقه : يا صديقي علاقتي بزوجتي ازدادت سوءا عما كان من قبل و قرار الطلاق كنا اتفقنا عليه ، و لكن مع سماعها للمستجد تغير حالها و أصبحت تضغط علي بشكل مستفز و فكرت في أمر و حيلة بها سأجعلها لا تأخذ درهما واحدا ، فقال له صديقه كيف؟ وضح يا صديقي فإني لم أفهم ما ذا تقصد بكلامك ؟ فأجابه لقد فكرت في الأمر جيدا و قررت أن أضع حدا لحياتي ، هنا تدخل صديقه : يا صديقي إن ما تفكر فيه يعتبر فعلا حراما و ما دخل زوجتك في هذا ؟ قال له أعددت خطة محكمة ستجعلها تحرم من الميراث نهائيا و سيكون مصيرها الإعدام أو السجن مدى الحياة ، و سأحكي لك الخطة ، هنا ازداد فضول الصديق فقال لصديقه أخبرني عن تفاصيل ما فكرت فيه ؟ هنا بدأ الصديق في الحديث عن خطته قائلا : سأطلب من زوجتي شراء سم قاتل من عند العطار الذي له محل بجوار بيتنا بعلة وجود فأر كبير الجحم ببيتنا وجب التخلص منه ، و بعد إحضاره سأضعه في كوب عصير ليمون و قبل ذلك سأترك ورقة مكتوب عليها ، إنني أشعر بخطر داهم يهدد حياتي فإن وقع لي أي مكروه فإن زوجتي هي السبب لكونها كانت تهددني في كل شجار أو خصام يحصل بيننا ستقتلني و أنا عزمت على وضع حد لحياتي و بهذا الفعل ستحرم هي من الارث و القاتل لا يرث و القاتل يعدم و أكون بفعلي هذا أفشلت خطتها ” ، لكن الصديق لم يرقه هذا الكلام و هذا المخطط الجهنمي و حاول الاتصال بزوجة صديقه ناصحا إياها بأن تغير معاملتها مع زوجها بأن لا تتحدث عن مدونة سربت مضامين بعض موادها و ليست هي الحقيقة و أن الأسرة و بيت الزوجية أسمى من أن يصبح حلبة صراع و استقواء وإنما العلاقة الزوجية أساس استقرارها هو الحب الصادق الذي يبنى على المودة و الرحمة و التعاون و التضامن و الصبر و المصابرة .
هنا تكون حكايتنا قد انتهت و هي رسالة موجهة لمن يهمهم الأمر قصد إنصاف الرجل و المرأة و الأطفال و إشاعة روح المحبة و التسامح عبر قانون منصف و إعلام موجه و رفع الهشاشة بعدالة اجتماعية و حرية و كرامة إنسانية