هل “تجسست” إسبانيا على مسؤولين مغاربة خوفا من دعمهم استقلال كتالونيا؟


ذكرت مصادر إعلامية أن الشرطة الوطنية لإقليم كتالونيا الخاضع للحكم الذاتي، شمال شرق إسبانيا، كانت تتجسس منذ عدة سنوات على مسؤولين مغاربة كبار من بينهم قنصل الرباط في برشلونة، يشتبه في أنهم كانوا يسعون للتحالف مع الحركة المطالبة بالاستقلال.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    وتداولت وسائل إعلام إسبانية ما ذكرته الإذاعة الكتالونية العامة RAC1 التي ادعت أنها أجرت تحريات خلصت إلى أن السلطات الإسبانية كانت “تخشى” من وجود تحالف بين السلطات المغربية وحركة الاستقلال منذ عام 2013، وزعمت عقد صفقة في هذا الشأن مع الحكومة الكتالونية.

    وكتبت الإذاعة المذكورة في موقعها الرسمي “كنا نعلم بالفعل أن أجهزة الدولة استهدفت قائمة طويلة جدًا من السياسيين السياديين والشخصيات المهمة في المجتمع الكتالوني، لكن الآن تظهر مصادر مختلفة ووثائق غير منشورة أن الشرطة الوطنية قد ذهبت إلى أبعد من ذلك، إلى حد التحقيق مع مغاربة أجانب، خوفا من أن يدعموا استقلال كتالونيا”.

    وأضافت “كان الخوف في وزارة الداخلية من التحالف الكتالوني المغربي كبيرا، لدرجة أن الوزير خورخي فرنانديز دياز سمح بالمراقبة وتجنيد المقربين واستخدام الأموال لمحاولة معرفة ما إذا كانت الحكومة المغربية لديها اتفاق سري مع حكومة الإقليم آنذاك، برئاسة آرتور ماس” (شغل المنصب ما بين 2010 و2016).

    وحسب المصدر المذكور، فالشخص المسؤول عن عملية جمع البيانات الاستخباراتية هو المفوض بيدرو إستيبان، خبير الشرطة الإسبانية في الحرب ضد الحركات الجهادية الذي كان لديه خط مباشر مع الوزير خورخي فرنانديز دياز ومع قائد الشرطة الإسبانية في ذلك الوقت.

    وذكرت الإذاعة الكتالونية أنها وصلت إلى تقريرين سريين من عامي 2014 و2015 وصلا إلى مكتب وزير الداخلية، يضمان محتوى اللقاءات التي أجراها القنصل المغربي في برشلونة مع أشخاص من الجالية المغربية الذين، بحسب الشرطة الوطنية، كانوا ينشرون رسالة مؤيدة لاستقلال كتالونيا.

    - إشهار -

    وردّ مدون مغربي متخصص في العلاقات المغربية الإسبانية على تلك الادعاءات، فكتب على منصة “إكس”: “يلومون المغرب لكونه جارًا سيئًا ويهدد استقرار إسبانيا”، وأكد أن بلاده لا تتدخل أبدًا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مستدلا على ذلك بما وقع للرئيس السابق للحكومة المحلية لإقليم كتالونيا، كارليس بيغدومنت، الذي حاول توريط المغرب، فرفضته سلطات الرباط. ونشر المدوّن صورة لقصاصة صحافية تعود إلى 2017 وتحمل عنوان “لقد علق رحلته إلى المغرب، لأن لا أحد سيستقبله”.

    موقع “المنتدى العربي للدفاع والتسليح” أورد المعطيات التي ذكرتها إذاعة كتالونيا بالتفصيل، وعلق عليها بالقول “الحقيقة هي أن كل هذه النظريات التي تم جمعها في تقارير سرية لم تنته إلى شيء. وطردت إسبانيا نور الدين الزياني، أحد الجواسيس المغاربة المزعومين الذين دعموا الاستقلال، لكنها فعلت ذلك في عام 2013، قبل إعداد هذه التقارير. أما باقي الأهداف الملاحقة والمذكورة في المذكرات السرية فلم يتم القبض عليهم أو استجوابهم في هذه القضية، لأن الشرطة الوطنية لم يكن لديها دليل على كل ما ادعوا به”.

    وشهدت العلاقات المغربية الإسبانية مدا وجزرا على امتداد السنين الأخيرة، لكنها أخذت منعطفا جديدا في مارس 2022، حيث تبنت الحكومة الإسبانية، برئاسة بيدرو سانشيز، موقفا جديدا بشأن الصحراء المغربية، مؤكدة مساندتها للاقتراح المغربي لحل النزاع.

    المصدر: القدس العربي

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد