شرفات أفيلال: مشكل الماء كان متوقعا وعمّقه مخطط المغرب الأخضر
أكدت كاتبة الدولة السابقة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، أن المشكل الذي يعاني منه المغرب حاليا بخصوص ندرة الماء والانخفاض الكبير في احتياطي المغرب من هذه المادة “كان متوقعا، وهو ليس مشكل بنية تحتية وإنما مشكل حكامة”.
وأكدت أفيلال، ضمن تصريح اعلامي أدلت به لقناة “صوت المغرب”، أن “المشكل الحقيقي الذي أدى إلى أزمة الماء يتعلق بالأساس بالفلاحة لأنها هي المستهلك الرئيسي للماء بنسبة 87 بالمائة من الاستهلاك الإجمالي”.
ونبهت القيادية في حزب التقدم والاشتراكية إلى أنه “إلى حدود الستينات والسبعينات السياسة الفلاحية للمغرب كانت متجهة في منحى جيد باعتمادها على الزراعة البورية ومحاولة المغرب الاكتفاء الذاتي”، معتبرة أن المنعطف الخطير الذي دخله المغرب كان في سنة 2008 عند اعتماد مخطط المغرب الأخضر، واقلت: “بالرغم من أن الأمور الإيجابية التي جاء بها، إلا أنه جاء أيضا بالتطوير غير المعقلن والمضبوط للمساحات السقوية وهو ما أدى إلى أزمة الجفاف التي يعرفها المغرب”.
وتابعت، “من الاختلالات الأساسية لبرنامج المخطط الأخضر هو إعطاء أهمية بالغة لتوسيع رقعة المساحات المجهزة بتقنيات الري الموضعي (Gout à gout)، الذي كان موجها لترشيد استهلاك الماء، حيث أتى بعكس النتائج المرجوة منه من خلال توسيع المساحات السقوية وبالتالي دفع الفلاحين نحو زراعات مستنزفة للماء قصد توجيهها إلى الخارج”.
وأثارت كاتبة الدولة السابقة، أن المغرب ذهب في اتجاه توسيع المساحات السقوية بطريقة تتجاوز القدرة المائية لكل جهة، وهو ما دفع بالسياسات الحكومية في بعض الجهات إلى تقليص المساحة السقوية والبحث عن زراعات متأقلمة مع السياق المناخي للمنطقة، مستشهدة بزراعة البطيخ في زاكورة.
وحول انتشار زراعة الأفوكادو المستنزفة للماء، أكدت أفيلال أنه في حال عدم اتخاذ الاحتياطات الضرورية في منطقة الغرب المعروفة بزراعة هذه الفاكهة، والحد من انتشار الزراعات الاستوائية غير الصالحة للمغرب الذي لديه مناخ جاف إلى شبه الجاف، في غضون 10 إلى 30 سنة ستكون كارثة على مستوى المنطقة تقول أفيلال.