بعد الرسالة الملكية الأخيرة.. غياث: المغرب يعيش مرحلة سياسية جديدة
أكد رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، محمد غياث، أن المغرب اليوم يعيش على إيقاع “مرحلة سياسية جديدة مرتبطة بتنامي الوعي العمومي ضد الفساد في كل المناحي”، وذلك على خلفية الخطاب الملكي الأخير الذي قدم توجيهات مهمة للنخبة السياسية قصد العمل على “تخليق الحياة السياسية”.
وقال الملك محمد السادس، في رسالة بمناسبة تخليد الذكرى 60 لتأسيس البرلمان، “من أبرز التحديات التي ينبغي رفعها للسمو بالعمل البرلماني، نذكر على سبيل المثال، ضرورة تغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين على غيرها من الحسابات الحزبية”.
وأضاف الملك، في الرسالة التي تلاها رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، والتحدي الثاني هو “تخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة للأخلاقيات في المؤسسة التشريعية بمجلسيها تكون ذات طابع قانوني ملزم”.
وفي هذا السياق ذكر عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، محمد غياث، في تصريح لموقع “بديل”، “التوجهات الملكية دائما ما تكون متقدمة في طروحاتها ومواقفها الإصلاحية، وهذا ما اعتاده النسق السياسي المغربي منذ بداية العهد الجديد خصوصاً، في ملفات الاسرة والعدالة الانتقالية والإصلاح الدستوري”.
ونبه غياث، إلى أن المرحلة التي يعيشها المغرب بحاجة أيضا إلى تظافر كل الجهود في سبيل “إقرار مسلكيات وقيم وطنية مبنية على الجدية”.
وزاد المسؤول البرلماني، “نحن كنواب للامة واعون بهذا التحول ولا نملك إلا الانخراط في هذا المسار الذي حتما سيرفع من قيمة المؤسسات في نظر المجتمع”.
وبخصوص الدعوة الملكية لإقرار مدونة للأخلاقيات تكون ذات طابع ملزم، قال غياث، “لا شك أن هذا مفيد ومدخل رئيسي لتخليق الحياة العامة، وإعادة الاعتبار للفاعل السياسي وللسياسة بشكل عام”.
واهتز المشهد السياسي خلال الفترة الأخيرة على وقع مجموعة من “الفضائح” التي تورط فيها نواب برلمانيون، حيث يتم الحديث على وجود 37 من أعضاء مجلس النواب إما في حالة اعتقال أو متابعين على خلفية ملفات معروضة أمام القضاء.
وشكلت القضية التي عرفت إعلاميا بـ”اسكوبار الصحراء”، قمة حبل الجليد، وهي فرصة لإعادة طرح نقاش تخليق الحياة العامة، وهو الأمر الذي أصبح يفرض أكثر من أي وقت مضى طرح سؤال: ماهي الأدوات التي يمكن بواسطتها تطهير المشهد السياسي من الممارسات التي تضعف المؤسسات وتقوض ثقة المواطنين فيها؟