لماذا لا تدخل الجبهة الاجتماعية على خط احتجاجات التعليم؟
أحدثت مسيرة الكرامة لنساء ورجال التعليم و في مقدمتها هيئة التدريس رجة في المجتمع المغربي، وكانت مسيرة 7 نونبر الجاري مسيرة قوية من حيث الحضور و من حيث التنظيم و الشعارات، ولم يكن الحضور فقط مقصورا على المنتسبين والمنتسبات إلى التنسيقيات و نقابية fne، بل من قواعد النقابات التعليمية الأخرى و ممن لا انتماء نقابي له، إنها مسيرة أسرة التعليم و مسيرة مجتمع.
لقد وجهت هذه المسيرة رسائل قوية للدولة وللأحزاب اليسارية المناضلة و خصوصا إلى الجبهة الاجماعية المغربية، أليس التعليم شأنا اجتماعيا يدخل في صلب اهتمام الجبهة الاجتماعية المغربية؟.
بعد مسيرة الكرامة، انسحبت نقابة حزب الاستقلال المشارك في الثلاثي الحكومي، و تبعتها نقابة الاتحاد المغربي للشغل، و غالبا ستلتحق نقابة ما تبقى من الاتحاد الاشتراكي، هذا التموقع المضاد لحراك التعليم والفرز في الساحة التعليمية، جاء لكسر هذا الحراك، بقيت فقط النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي سطرت برنامجا نضاليا، بدأ برفض النظام الأساسي والاعتصام أمام مبنى وزارة التربية الوطنية و الإعلان عن إضراب يومي 15 و 16 من هذا الشهر.
في المحصلة و في ساحة الميدان ستلتقي النقابة الوطنية للتعليم (CDT) والجامعية الوطنية للتعليم FNE، و هما من مكونات الجبهة الاجتماعية المغربية، وعلى هذا الأساس يفرض الواقع إعادة التنسيق بينهما وتحريك الجبهة الاجتماعية المغربية للانخراط في هذا الحراك التعليمي، وإلا سيتحملان المسؤولية التاريخية في ذلك، متى سيتم تحريك الجبهة الاجتماعية المغربية ؟ اذا لم يتم اليوم قبل الغد ؟ اليوم في قطاع التعليم وغدا في قطاع الصحة .
بعيدا عمن ينتعش في أجواء التخوين و له مصلحة في توتير العلاقات في الصف اليساري الديمقراطي، و يكون الرابح الأكبر هو الدولة والنقابات البيروقراطية التابعة لها، وهنا أتساءل: لماذا ما يزال اليسار ” الجذري ” يشتغل في نقابة الاتحاد المغربي للشغل، كما أن هناك من فيدرالية اليسار من يشتغل في نفس الجهاز .
علينا جميعا تقوية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، هل ينسى جزء من اليسار ما تعرض له الشهيد عمر بنجلون من قمع في دهاليز الاتحاد، لما تم خطف أول وأكبر نقابة في المغرب وجعلها في مواجهة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وتم تحويلها من نقابة قاومت الاستعمار والاستبداد إلى مجرد نقابة خبزية ؟.
ألم تكن كدش من قادت إضراب 10 و 11 أبريل سنة 1979 وعلى إثره تم قمع واعتقال طرد الآلاف من نساء ورجال التعليم وتم تشريد عشرات الأسر ؟ و كانت هذه الموجة من القمع، من الأسباب الرئيسة لتأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في 24 يونيو 1979، من طرف حزب القوات الشعبية، ومن خلال مناضلين كبار كالأستاذ ع الرحمان بن عمرو ورفاقه من حافظ على هذا الإطار بعد موجة قمع أخرى بعد أحداث 8 ماي 1983 المؤلمة، و فتح هؤلاء المناضلون هذا الإطار لتيارات يسارية للعمل داخله، و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من المكونات الأساسية للجبهة الاجتماعية المغربية، لكل هذا علينا جميعا تفعيل دور الجبهة الاجتماعية المغربية للانخراط في كل المعارك الاجتماعية و في مقدمتها معركة الشغيلة التعليمية، لأن مواجهة حكومة الباطرونا و نقابة الباطرونا تتطلب توحيد طاقات المجتمع الديمقراطي، من أجل مواجهة الأوليغارشية المالية و أذنابها .
عبد العزيز بلحسن