استحقاقات إقليم الرشيدية: دروس “نوغوية”
لم أجد مبررا قويا يفسر حالة نفسية أصابتني صباح هذا اليوم، تدفعني دفعا لكتابة هذه الخربشة القلمية، والمناسبة لن تكون سوى لحظة الإعلان عن النتائج النهائية للاستحقاقات التشريعية لملء منصب شاغر بإقليم تافيلالت الكبرى.
قلت لن أجد هذا المبرر، وأنا الذي تهويني الكتابة والحديث عن هذه البلدة في كل الميادين عدا السياسي منها؛ فهي البلدة التي أسكنها وتسكنني قلبا ووجدانا.
لقد فاز بها مواطن بسيط اسمه “حميد نوغو”، ولا يسعني كمتتبع إلا أن أفكر بصوت جهوري في أذن القارئ الكريم بكل ربوع الوطن، وبالأخص بتافيلالت العالمة؛ لأقول:
إن فوز “نوغو” هو فوز للهامش المنسي، شاب في مقتبل العمر يشق طريقه الاستثماري بصعوبة كبيرة، في قطاع جد حساس (قطاع السياحة)، خصوصا زمن الفيروس التاجي؛ فلا عطالة القطاع أثنته، ولا مكانة خصوم سياسيين ومالهم من إمكانات تنظيمية ولوجستيكية غيرت عزيمته. فاستحضار هذه الإمكانيات قبل وأثناء الحملة الانتخابية، جعلت توقعات المهتمين تجزم بأن “نوغو” سيرمى به إلى هامش الهامش الانتخابي/السياسي؛ لكن سفن هذا الأخير جرت بما لا تشتهيه رياح خصومه السياسيين، فقد سحق “نوغو” الجميع.
إن انتصاره في تمرين انتخابي غريب الأطوار لم يستمد قوته من انتماء حزبي، له أكثر من دلالة، خصوصا وألا هياكل تنظيمية متواجدة بالإقليم لهيئته السياسية، إذ قلما تجد مقرا لها بالمنطقة، والأكيد أن التصويت لصالحه، جاء نتيجة انقلاب في موازين تقديرات وقناعات الساكنة، بكل بساطة فهي تريد شابا بسيطا، وطموحا، وعفويا، ومثقفا، ونظيفا انتخابيا، و “بريئا” سياسيا؛ لم تلطخ يداه بمال عام ولا غيره.
إن فوز “نوغو” لقننا درسا، يتمثل في أن أهل تافيلالت مجندون بقوة ومهرولون لنصرة من يرون فيه سحنات تغييرية، وإن كانت تنقصه المؤهلات المادية، والدعايات البراقة المستندة إلى المنشطات الانتخابية؛ هو إذن المزاج الفيلالي الواحي الصحراوي الصادق.
إن فوز “نوغو” بهذه الاستحقاقات، وأمام مرشحي حزبين قويين، دليل واضح أن المجتمع الفيلالي كسر كل “الأعراف” الانتخابية التي سطرها سياسيو المنطقة، فاستباح قلعهم الانتخابية، بإمكانيات بسيطة جدا، ولكن بحماس زائد؛ مبتغيا هدفا وحيدا وواحدا، مفاده أن الشباب على شاكلة “نوغو” قادمون.
إن فوز “نوغو” هو فوز انتخابي، ولم ولن يكن فوزا سياسيا (الانتماء الحزبي)، أو قبائليا أو عشائريا، أو غيرهم.
وفي الأخير، أقول لـ”نوغو”، إن فوزك ليس لك وحدك، بل فوز لنا جميعا كفيلاليين، وكمغاربة، لأنك ساهمت في وضع لبنة “ذهبية” في بناء صرح ثقافة انتخابية جديدة ومبتكرة، وللحظة لطالما انتظرناها طويلا.
كل وقيس وشكر خلي ما تدم!
نتمنى ان يكون تفاؤل كاتبنا في محله وان لا يخدعه شابه المتفاني.
لاتخدل ساكنة قهرت الطبيعة والاقدار وزادها قهرا المركز والرباط.الله يجعل ا قدام شابنا في البرلمان خيرا ومطر
نتائج صادمة بالفعل ومدهشة. أهنئ نوغو في زمن عزف فيه الشباب عن الترشح والتصويت. وأرجو أن يكون أملا لنا جميعا حتى تتغير الصور النمطية. تحياتي أستاذي سي الحاج ساسيوي