الزلزال.. بوادر الشتاء تقض مضاجع سكان الخيام


ما بين الأمل والألم، يعيش سكان قرية “تكخت” التابعة لإقليم شيشاوة، إحدى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    أصبحت القرية بقايا أطلال وركام، وشاهدة على مزيج من الترقب والخوف من اقتراب شتاء قارس يضاعف من معاناة الناجين والضحايا المصابين، رغم بريق الأمل الذي يلوح في الأفق بسبب تدفق المساعدات على أهالي المناطق المنكوبة.

    وتعد قرية ” تكخت” من بين القرى المغربية، التي سُويت بالأرض بسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، حيث سجلت القرية العشرات من الوفيات، في صفوف سكانها.

    و”تكخت” جزء من “شيشاوة” المدينة الصغيرة الواقعة قرب مراكش، وهي عاصمة إقليم يحمل الاسم ذاته.

    ورغم فاجعة الزلزال، يبقى اقتراب فصل الشتاء الشاغل الأكبر لسكان القرية، حيث تعرف المنطقة ثلوجا وبردا وأمطارا كثيفة.

    ظروف صعبة ضاعفها الزلزال

    وقال أحمد أوباير، من سكان “تكخت”، إن قاطنيها “يعانون بسبب الأوضاع في القرية التي مُحيت من على وجه الأرض”.

    وأضاف في تصريح نقلته وكالة الأناضول: “رغم توفر الخيام، إلا أن الناس ستعاني كثيرا بسبب قرب دخول الشتاء”، مشددا على ضرورة توفير مساكن للمتضررين من أجل ضمان استقرارهم.

    وتابع: “لدينا قدر كاف من المساعدات، سواء المأكل أو الملبس، فالمغاربة معروفون بطيبتهم وكرمهم، الآن نريد من الدولة أن تعتمد حلا في أسرع وقت بخصوص السكن”.

    ونجا أوباير بـ”أعجوبة” هو وزوجته وابنته من فاجعة الزلزال، ولكن توفي والده، وأصيبت والدته، التي ترقد حاليا في المستشفى.

    - إشهار -

    قسوة الشتاء

    على بعد خطوات من خيمة أوباير، يوجد تجمع آخر لعدد من الخيام التي تؤوي سكان هذه القرية.

    وأدت الطبيعة الجبلية لقرية “تكخت” إلى وجود تجمعات خيام في مناطق متفرقة، يتكون كل تجمع من 10 أو 20 أسرة كاملة.

    بدوره، قال محمد عباس (22 عاما) إنه يعيش في خيام على غرار باقي أسر القرية، لكنه في المقابل أكد على ضرورة “توفير مساكن للأهالي، في أقرب وقت لأن الشتاء على الأبواب”.

    وأوضح: “انطلاقا من شهر نوفمبر تسقط الثلوج. قريتنا كانت تعاني قبل الزلزال، وبعد الزلزال تعاني الأمرّين”.

    وتوفى والد عباس وعمه، وزوجة عمه وأولادهما الأربعة في الزلزال.

    وبحسب الأرصاد الجوية، انخفضت درجات الحرارة في مدينة شيشاوة إلى ما دون خمس درجات مئوية، في شتاء العام الماضي.

    والأسبوع الماضي، أعلن الديوان الملكي انهيار نحو 50 ألف مسكن بشكل كلي أو جزئي بفعل الزلزال، لافتا إلى استعداد الدولة لتقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم لأصحاب المساكن التي انهارت كليا، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد