الغلوسي ينتقد الوضعية “المزرية” للمحاكم
أثار رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، الانتباه للوضعية “المزرية” التي يعيشها قطاع العدالة، خصوصا من ناحية التجهيزات التي يفترض أنها ضرورية لتمكين المشتغلين من ممارسة عملهم في ظروف “مقبولة وتحترم وضعهم الاجتماعي والرمزي”.
وقال الغلوسي، ضمن تدوينة: “علاقة بموضوع المحاكم وخطاب وزير العدل حول توفير الشروط الملائمة لرجال ونساء القضاء لإنتاج العدالة، لا بد أن نقول للوزير أن خطابه لا يتعدى أسوار وزارته”.
وأضاف المحامي بهيئة مراكش، أن “بعض مكاتب القضاة والموظفين لا تتوفر على الشروط الضرورية لممارسة مهامهم رغم أن صناديق المحكمة تستقبل ملايير الدراهم دون أن يكون لها أثر على أحوالها وظروف وشروط العمل بها”.
ويرى الغلوسي أن المعضلة التي تعيشها “بلادنا السعيدة” هي أن “الشعارات قادرة على إقناعنا بأننا في الطريق الصحيح، نريد إصلاحا عميقا لمنظومة العدالة تُساهم في الاستثمار وتحقيق الأمن القانوني والقضائي”.
وتابع الناشط الحقوقي: “بمجرد ما يلج مستثمر ما، وخاصة الأجانب مكتبا من مكاتب النيابة العامة أو مكتبا من مكاتب قضاة الحكم وخاصة بباب دكالة (القسم الزجري )، سيلاحظ كيف أن بعضهم يجلس على كرسي ‘مقشر’ ويصدر صوتا عند كل حركة يقوم بها سعادة القاضي الذي يخجل من نفسه أمام مستثمر تبدو عليه ملامح ‘النعمة’، وهو يتحسر على حاله ووضعه المادي والرمزي في المجتمع، وبجانبه زميل له لا يختلف عنه حالا وفي مساحة ضيقة جدا لا تترك مجالا للسرية والخصوصية وكراسي يغني حالها عن السؤال موضوعة للاستقبال لا تترك لك مكانا للتحرك أو المرور وفي هكذا ظروف يطلب منه أن يقيس قراراته بميزان العدل”.
وزاد: “أكثر من ذلك فإن طوابع ‘كاشي’ بعض القضاة وخاصة في النيابة العامة تعرضت للمحو ولم يعد أثرها يظهر على الورق، ناهيك عن غياب تجهيزات وأدوات أخرى “.
وأكد الغلوسي أنه لا يمكن أن نقنع المغاربة بإصلاح العدالة، وهو شعار كبير وأحوال، أهلها تبعث على الشفقة، “وأنت تلج المحكمة وتتردد على مكاتب الموظفين والقضاة، وأغلبها ينطق بواقع عنيد تقول في قرارة نفسك ‘على من يضحك هؤلاء الذين يخطبون صباح مساء حول الإصلاح الشامل والعميق للعدالة’، فعلا إنه إصلاح عميق يعمق الشعور بظلم اجتماعي صارخ”.
واستطرد: “يكفي أن يتوفر الوزراء والمسؤولون الكبار والكتاب العامون على مكاتب فخمة ومفروشة بالسجاد الأحمر أما الفئات الدنيا من المجتمع فتليق بها المكاتب المهترئة وعليهم أن يصبروا لأننا نبني الإصلاح، والإصلاح يحتاج إلى الصبر ونكران الذات “.
وختم الغلوسي تدوينته قائلا: “وإلى أن تتوفر الإرادة الحقيقية لإصلاح الأعطاب البنيوية لعدالتنا أقول لكم تصبحون على غد أفضل”.