التطبيع العثماني لا ديدي لا حب الملوك!


التطبيع العثماني لا ديدي لا حب الملوك.. استعان بفتوى خاطئة ‘‘لابن تيمية’’ استغلها الدواعش سابقا وكذبها العقل مبرئا آيات الله؛ الأكيد أن فضل تعارض الحسنات والسيئات، لا تعنيه الآيات والناسخ والمنسوخ تقدير فقهي غير صائب؛ فالذي يبرر التطبيع بالتراث رأسه في القرن السابع ورجلاه في القرن الثاني والعشرين.

لا ناسخ ولا منسوخ بين الآيات بل النسخ يكون بين الكتب السماوية، وإن كان هناك تطبيع فلا مكان له بين الآيات ليبرر بها؛

– (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) ص؛ تعني تقوى الإيمان بالله لا تجزيء فيها وهي رأس الإسلام.

– (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم) ص؛ تخص تقوى الإيمان ففي أداء الشعائر لا تكلف نفسا إلا وسعها.

العنوان الإعلامي المتداول ‘‘العثماني يستعين بـ”فتاوى ابن تيمية” لتبرير توقيع الاتفاق مع الإسرائيليين’’، على كل حال ليس بريئا بل يضرب الفكر التراثي بالتنويري، فتعريف ‘‘الإسلام و الإيمان’’ على الطريقة التراثية عفا عليه الزمن، بالتالي فالنظر للقضية الفلسطينية من منظور ديني استنفذ مهمته وصارت حجته قابلة للتجاوز؛ القيم الإنسانية مقابل القيم الدينية أشمل، والاختلاف بين أهل الملل يفصل الله فيه، وتبقى العلاقات بين الناس ضمن القيم الإنسانية والمصالح المتبادلة..

الذي يتجاهله الحزب العثماني ذو المرجعية الإسلامية، أن الفكر التنويري يرى أن البلدان الإسلامية ليس لها حل سوى أن تُفرض عليها العلمانية فرضا؛ الإصلاح المستعصي تحت مظلة الإسلام لابد أن يأتي من فوق، ‘‘ماكرون‘‘ أدرك السر؛ الإسلام في أزمة. بالتالي فعالمنا النامي سيتغير سيتغير فإما أن يلحق بالركب المتقدم أو ينتهي فهي مسألة زمن، وعليه لابد من الاستثمار في العلم والانفتاح على حرية التفكير والتعبير..

- إشهار -

إن تسخير المنابر الإعلامية لتصحيح الفكر التراثي للجماعات الإسلامية لا يغير من حقيقة تجذر القضية الفلسطينية في الضمير الإنساني الرافض للاستعمار؛ فالكيان الصهيوني كيان استعماري عنصري عدواني تم غرسه فوق أرض فلسطين من طرف الانتداب البريطاني؛ بعد تقسيم الإمبراطورية العثمانية بين روسيا وبريطانيا وفرنسا.. لتنفيذ خريطة الإمبريالية العالمية..

فالذي لا يتقادم ولا تحوره العناوين الإعلامية هو أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية والخيانة لها جذور وعناوين، والسياسة لها سياق وللحزب مرجعية ونادرا ما يسيران على نفس الصراط..

أما حكاية المثل الشعبي ‘‘لا ديدي لا حب الملوك‘‘ فهو تراث مغربي لا علاقة له بأمثله ابن عاصم الغرناطي  في (حدائق الأزاهر)، فهو يقال في الشخص يطمح لنيل شيئين مُتباينين في القيمة فيفقدهما معاً، لا سلّة ولا عِنب؛

يروى أن ‘‘مسيو ديديي’’ كانت له ضيعة حب الملوك زمن الاستعمار الفرنسي للمغرب، يشتغل بها عدد كبير من عمال قرى صفرو، لما حان قطاف المحصول الجيد.. عبست السماء فقصف الرعد والبرد ثمار الشجر.. لما وجد ‘‘مسيو ديديي’’ ضيعته خاوية على عروشها انتحر بإفراغ بندقيته في جوفه، هرع العمال صوب الصوت ليجدوه جثة هامدة صار عمال ‘‘مسيو ديديي’’ يبكون و يصيحون ‘‘لا ديدي لا حب الملوك‘‘ من يومها والمثل المغربي متداول دون أن يُعرف من هم أبطاله ولا زمكان حدوثه..

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد