بعد تصريحات سعيد.. عشرات المهاجرين يغادرون تونس


بعد أيامٍ من تصريحات قيس سعيد، رئيس الدولة التونسية، غادر ما يقرب من 300 شخص من مواطني مالي وساحل العاج تُونس عائدين إلى بلدانهم في إطار عمليات إجلاء لمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    وأقلعت من تونس طائرتان تقلان هؤلاء المهاجرين في اتجاه مالي وساحل العاج؛ إذ أكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن 135 ماليا، قد وصلوا إلى باماكو ووجدوا في استقبالهم وزير الدفاع وشؤون قدامى المحاربين، ساديو كامارا، ووزير الماليين المقيمين بالخارج، الحمد أغ إيلين، الذي أوضح أن الحكومة المالية قد استأجرت طائرة كان على متنها 97 رجلا و25 امرأة و13 طفلا.

    وفي أبيدجان، حطت أيضا طائرة ركاب تقل 145 راكبا، وجدوا في استقبالهم رئيس الحكومة وعدد من الوزراء.

    ونُقلوا جميعا إلى مركز استقبال حيث سيقضون ثلاثة أيام لتلقي رعاية طبية ونفسية قبل لم شملهم مع عائلاتهم

    وأكد سفير ساحل العاج في تونس ابراهيم سي سافاني بأن عدد المسجّلين للعودة بلغ 1100 حتى الآن

    وتُقدّرالإحصاءات الرسمية عدد أفراد جالية ساحل العاج في تونس بنحو سبعة آلاف شخص.

    وكانت رحلة أولى أعادت أكثر من خمسين غينيًا إلى بلدهم يوم الأربعاء الماضي.

    وتحدث غينيون، عادوا في أول رحلة إجلاء، عن “حملة كراهية في تونس” بعد خطاب سعيد، وعن “كابوس” عاشوه إثر ذلك في الشارع وفي الأحياء السكنية التي يقطنونها في العاصمة التونسية وفي المحافظات.

    وفَقَدَ عدد كبير من واحد وعشرين ألف مهاجر من دول جنوب الصحراء المسجّلين رسمياً في تونس ومعظمهم في وضع غير قانونيّ، وظائفهم وطردوا من منازلهم بين عشية وضحاها.

    كما أوقفت الشرطة العشرات خلال عمليات أمنية، وسجنت بعضهم، وقدّم بعضهم الآخر شهادات لمنظمات حقوقية عن تعرضهم لتعذيب جسدي.

    وقد تدفق عشرات المهاجرين إلى سفاراتهم، ولا سيما لمقر سفارتي ساحل العاج ومالي اللتين سرعان ما استقبلتا مئات الطلبات لمغادرة تونس فورا.

    في المقابل، توجّه مهاجرون من بلدان ليست لها سفارات في تونس، إلى مقر المنظمة الدولية للهجرة حيث نصبوا خياما وتمركزوا أمام المقر لضمان حمايتهم

    وقال باغرسو سيغو لوكالة الأنباء الفرنسية قبل الصعود إلى حافلة أقلته الى المطار: “التونسيون لا يحبوننا، لذا علينا المغادرة. في المقابل، على التونسيين الموجودين عندنا أن يغادروا أيضا”.

    - إشهار -

    أما عبد الرحمان دومبيا فقال إنه “وصل الى تونس قبل أربع سنوات للدراسة، لكنه قطع دراسة الماجستير ليرحل”.

    وقال “الوضع حرج هنا، أنا أعود لأنني لست بأمان”.

    وأعربت نجمة التنس العالمية، أنس جابر، عن تضامنها مع المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء ضد حملة الاعتداءات والعنصرية التي تستهدفهم في تونس.

    وقالت في تغريدة على تويتر: “اليوم هو يوم الانعدام التام للتمييز. بصفتي امرأة تونسية وعربية وأفريقية فخورة، أحتفل بحق كل فرد في العيش بكرامة”.

    وقال مصدر في الخارجية التونسية إن السلطات قررت التراجع عن مطالبة المهاجرين غير القانونيين العائدين إلى بلدانهم بدفع غرامات مالية تعويضا عن إقامتهم بشكل غير قانوني في البلاد بقيمة تصل الى 25 دولارا شهريًا.

    وقالت مصادر دبلوماسية تونسية إن رسالة بهذا المعنى أرسلت إلى البعثات الدبلوماسية الإفريقية في تونس.

    وقد تراكمت الغرامات على بعض المهاجرين لتصل إلى أكثر من ألف دولار.

    ومن بين المهاجرين العائدين، عشرات الطلاب الذين ينتمون إلى عائلات ميسورة أو الحاصلين على منح دراسية من الدولة والذين التحقوا بجامعات خاصة في العاصمة التونسية.

    وكان الرئيس التونسي، قيس سعيد، قد شدّد في خطاب أدلى به قبل بضعة أيام على وجوب اتّخاذ “إجراءات عاجلة” لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، مؤكّداً أنّ هذه الظاهرة تؤدّي إلى “عنف وجرائم”، ومنددا بما سماه “مشروعا إجراميا لتغيير التركيبة السكانية” في البلاد.

    وندّدت منظمات حقوقية تونسية ودولية عدة بتصريحات سعيّد واعتبرتها “عنصرية” و”تدعو إلى الكراهية”.

    وكالات

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد