إلى من يهمه أو يهمهم الأمر
أما وقد اخترتم تفعيل آلية وضع اليد وجر بعض السادة المحامين إلى قفص محاكمات تأديبية بعلة ارتكابهم لمخالفات مهنية، على خلفية تدوينات نشروها، أو هكذا تزعمون، داخل فضاءات مهنية، أو مداخلات في تجمع مهني.
أما وقد اخترتم، بهكذا منحى، عوض الاصطفاف إلى جانبهم ودعم باقي زملائهم، عبر ربوع الوطن، في المعارك التي خاضوها، من أجل التصدي لمشاريع قوانين طبقية وتصفوية قادها وزير العدل، يويو.
أما وقد اعتبرتم ما قاموا به أو بعضهم بمؤتمر جمعيات هيئات المحامين المنعقد مؤخرا بالداخلة من احتجاج على رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، بسبب مواقفه وسلوكاته، وعلى ضيفه بسبب تهديداته المبطنة للمحاميات و المحامين بإشهار ورقة القانون الجنائي في أوجههم لتخويفهم والضغط عليهم ودفعهم إلى التخلي عن معركة التصدي للمهازل التي قادها وزير العدل، أما وقد اعتبرتم ذلك مخالفات مهنية.
أما وقد سقط بعض قادتنا في المحضور، بعضهم بإدانة معاركنا، وبعضهم بالسكوت عن ما جرى بعض لا يزال يجري، ضدنا ضد مهنتنا، رغم معاينتهم لما ارتكبته صحافة التشهير والمشهرون في حقنا و في حق مهنة المحاماة.
أما وقد سكتتم عن أفعال، عاينتموها، و هي بشهادة العاقل وصراخ الرضيع وتأسي الشيخ وسكوت المغلوب على أمره، على أنها أفعال ضارة بنا وبمصالحنا، قام بها من حاولوا إدانتنا، أو من قام بذلك فعلا، من داخل الدار ومن خارجها، لأسباب فضحناها في حينها.
أما وقد أطبقتم أفواهكم، وجعلتم على أعينكم الغشاوة، وصممتم آذانكم، كي لا تروا ما جرى، وكي لا تسمعوا ما قيل، و لا يزال يقال عن مهزلة تسريبات امتحان مزاولة مهنة المحاماة، وما صاحبها من ادعاء بارتكاب جرائم التزوير و استغلال النفوذ و رشاوى …… رغم ما في ذلك من خطورة بالغة على سمعتنا بين المواطنين و المواطنات، و على سمعة مهنتنا و مؤسساتها و مستقبلهما معا، ومستقبل شبابها الحامل لرسالتها والرافض للعار الذي ألصق بها، والحالم بمستقبل مهني يعيد للمهنة عزتها وكرامتها ومكانتها بين المغاربة، وذلك لأسباب تعرفونها جيدا ولا تريدون التصدي لها، لأسباب نعرف بعضها، وتعرفونها كلها.
أما و قد فعلتم كل هذا وأشياء أخرى سيكشفها الزمن، فاعلموا منذ الآن، ومهما على شأنكم، أننا في ضفتين متعارضتين رغم البياض الذي يجمعنا نحن وإن لبسنا السواد، ورغما السواد الذي يجمعكم وإن لبستم البياض.
سنطارد النوم من جفونكم، بصدقنا ومهنيتنا، وسنجعلكم تتذكرون ما أقدمتم عليه ضدنا وضد مهنتنا، حتى في أسعد لحظاتكم. وستطارد أحلامنا أحلامكم، وسندرس لأبنائنا بكل فخر واعتزاز، فنون مطاردة الشر أينما حل وارتحل.
نحن هنا باقون، جاثمون على صدوركم، و لو تحالف ضدنا و ضد مهنتنا الإنس الذين نعرفه نحن و أنتم، أو الجن الذين تعرفونه لوحدكم.
هاته أعناقنا، فهاتوا مقاصلكم أن كنتم قادرين، ستخسرون كل شيء حتى أنفسكم، وفي المقابل لن نخسر غير أغلالنا.
غاب محمد ( أنا) طويلا عندما كان القادة يقومون بدورهم وفق تطلعات الجمعيات العمومية، وعاد رضوان ( أنا أيضا ) الذي سكن محمد ( أنا) دائما في صمت ناعم لكنه متابع ومترقب، ولم يفعل ذلك إلا للضرورة الناتجة عن صرخة الأم المهرة، المحاماة.
سلامتك يا ما يا مهرة، يا حبالة، يا ولادة، يا ست يا طهرة …. الموت ولا المذلة.
قد تنتصرون مؤقتا، لكن للتاريخ رأي آخر.
لا سلام ولا صباح الخير ولا تحية و لا تقدير.
الأستاذ محمد حداش ( رضوان ) المحامي بهيئة القنيطرة و عضو جمعيتها العمومية
إن الآراء الواردة في هذه المقالة، لا تـُعبّر بالضرورة عن رأي موقع "بديل"، وإنما عن رأي صاحبها حصرا.