“مالك كتحنقز”.. الغلوسي: لغة “طوطو” تنتقل للبرلمان
انتقد الحقوقي ورئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، استعمال رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أحمد التويزي، لعبارة اعتبرها تمتح من قاموس “طوطو”، حين قال لأحد النواب “مالك كاتحنقز من الكرسي”.
وشهدت الجلسة العمومية الأولى من السنة التشريعية الجديدة، ملاسنات بين عد من النواب، كان “بطلها” رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، الذي استعمل عبارة “مالك كاتحنقز من الكرسي” في محاولة لإسكات أحد النواب الأخرين.
واعتبر الغلوسي أن تلك العبارة “تشكل امتدادا لقاموس طوطو أمام الجمهور وبدعم من وزارة الثقافة والتي انفقت المال العام على شخص فاقد لكل المقومات الأخلاقية، ليطلق العنان للكلام النابي والساقط وبحضور القاصرين وهو مايشكل مخالفة صريحة للقانون، ومعاقب عليه بأحكامه ونقصد هنا الفصل 483 من القانو الجنائي”.
وقال رئيس جمعية حماية المال العام، في تدوينة على صفحته الخاصة بـ”فايسبوك”، “لغة طوطو امتدت اليوم إلى البرلمان الذي يعول عليه المغاربة لربح الرهان ورفع التحديات والإنكباب على محاسبة الحكومة وتجسيد خارطة الطريق بخصوص ندرة الماء والإستثمار ووضع نصوص تشريعية متقدمة لتحسين مناخ الأعمال ومكافحة الفساد والريع، ذلك أن الإستثمار لايمكن أن يتساكن مع بيروقراطية الإدارة وتعقيد المساطر وسيادة عقلية ‘سير حتى تجي’ “.
وتابع الغلوسي، “هكذا وعوض ذلك سمعنا رئيس فريق يقول لزميله بالدارجة وداخل قبة البرلمان وأمام جمهور يتابع جلساته على المباشر “مالك كتحنقز من الكرسي” وهي عبارة لاتختلف في جوهرها عن ثقافة طوطو، فهي إنعكاس لمستوى النقاش السياسي ودرجة تشبع النخب الحزبية بالثقافة الديمقراطية التي تفرض في نواب الأمة إستعمال قاموس سياسي يحترم الآخر ويتقبل النقد والرأي المخالف”.
وتحدث المحامي بهيئة مراكش انه “في الدول الديمقراطية التي تتوفر على نخب حزبية كفأة ومسار سياسي غني وتراكمي فإن مداخلات ونقاشات البرلمانيين تشكل درسا بيداغوجيا في السياسة وتحول هذه الأخيرة إلى مصدر إلهام واهتمام الجميع وتصبح السياسة بهذا المعنى شأنا مجتمعيا، إلا أنه وللأسف في بلدنا فإن بعض النواب المحترمين دخلوا إلى السياسة وإلى التدبير العمومي من بوابة الريع والفساد لاشواهد لهم وهم مجرد نكرة وتسلقوا سلم المسؤولية بالتقرب من أولياء نعمهم، للتنكر لهم لاحقا والإنخراط الماكر في سياسة ‘التشلهيب’ وشن الحروب الطاحنة على خصومهم وحتى على من يفترض أنه صديقهم لضمان الإستمرار في المنصب”.
واعتبر الغلوسي أن “ما تم التفوه به في البرلمان يشكل إنحدارا في الممارسة والسلوك السياسيين، وهو كلام مستهجن ويحتقر المغاربة وعلى رئيس الفريق الذي صدر عنه أن يعتذر عن هذا السقوط الأخلاقي وعلى حزبه أن يحاسبه على هذا الإنزلاق، إنزلاق لايختلف في عمقه عن إنزلاق طوطو، ولذلك نحمد الله أن الثقافة التي زرعها مسؤولينا وشجعوا عليها أتت ثمارها ومكنتنا من صناعة نخب طوطوية والتي انتقلت من المنصة إلى قبة البرلمان”.