فتح الأندلس والمكتوب.. “الهاكا” تتفاعل مع شكايات المتتبعين
على خلفية الشكايات التي تلقتها (الهاكا)، بشأن بعض الأعمال الفنية الرمضانية، أكد المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، على أن حرية الإبداع، لاسيما في الأعمال التخييلية، جزء لا يتجزأ من حرية الاتصال السمعي البصري.
وأفادت الهيأة العليا للاتصال العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، ضمن بلاغ، اليوم، بأنها تلقت عدة شكايات تهم بعض الأعمال والانتاجات الرمضانية، خاصة الأعمال التخييلية (مسلسلات، سيتكومات، كبسولات فكاهية…)، المعروضة من طرف قناتي الأولى والثانية خلال شهر رمضان 2022.
وأبرز المجلس الأعلى أن حرية الإبداع، “كرسها القانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري والقانون رقم 11.15 المتعلق بإعادة تنظيم الهيأة العليا”.
يـُذكر أن عددا من الأعمال الفنية أثارت جدلا واسعا، بين المتتبعين المغاربة، ومنها على وجه الخصوص مسلسل “فتح الأندلس” الذي يـُعرض على القناة الأولى، ومسلسل “المكتوب” الذي يـُعرض على القناة الثانية.
الرؤية الفنية
وأوضح أن “كتابة سيناريو أو تشخيص وضعيات أو توزيع أدوار أو تمثل شخصيات أو تجسيد أحداث واقعية أو محاكاة حقب تاريخية في الأعمال التخييلية، يندرج بالضرورة ضمن الرؤية الفنية لصاحب العمل وتترجم حريته في تجسيدها”.
وأضاف أن “حرية الأعمال التخييلية، كجزء من قيمتها الفنية والإبداعية، لا تترسخ، ولا تتطور إلا بإعمالها في الطرح والمعالجة والأسلوب”.
تمرين صحي
وأكد أن “النقاش العمومي حول حرية وجودة الأعمال التخييلية، سواء من خلال النقد الفني الخبير أو النقد الصحافي المتخصص، أو من خلال تقييمات عموم الجمهور، إما استهجانا أو استحسانا، تمرين صحي ومحبذ”.
وأوضح بأنه “يساهم في تطوير الممارسة الإعلامية، سواء فيما يخص الأعمال الإبداعية أو فيما له صلة بالسياسات الإعلامية العمومية، ككل”.
الوصاية والحرية
ونبّه المجلس إلى أن “مطالبة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بإعمال الوصاية والرقابة على الاختيارات البرامجية للإذاعات والقنوات التلفزية، إما منعا أو سحبا أو إملاء، يتعارض وانتدابها المؤسسي، بوصفها مؤسسة مستقلة للتقنين، في السهر على احترام حرية الاتصال السمعي البصري وحرية التعبير وحمايتهما”.
وأبرز المجلس أن “المشرع يضمن للإذاعات والقنوات التلفزية العمومية والخاصة بث برامجها بكل حرية، سواء كانت هذه البرامج، إنتاجا داخليا أو إنتاجا مشتركا مع شركات خارجية أو مقتناة كأعمال جاهزة للبث؛ على أنها تظل خاضعة لمبادئ قانونية محددة ذات صلة بمثل ديموقراطية وحقوق إنسانية ثابتة.
تنبه الجمهور
وأشار إلى أن “حرية الإبداع مؤشر دال على مدى استنبات وترسيخ حريات أخرى داخل الفضاء العمومي، كما أن حرية التعبير في انتقاد الأعمال التخييلية، خصوصا، والمضامين الإعلامية عموما، تبقى ضرورية للارتقاء بجودة هذه الأعمال وبتفاعلات الجمهور، إلا أن أثرها المستنير يظل رهينا بمدى نأيها عن خطابات الوصم أو التمييز أو التحريض”.