المومني لـ”بديل”: الوضع الشعري مختل وليس بخير أبدا


قال الشاعر جواد المومني، إن “الوضع الشعري مختل، وليس أبدا بخير في وطننا. لا أحد من المسؤولين يحمل همه، بل إن آخر ما يمكن التفكير فيـ.ـه، هو الشاعر ككائن هش، والشعر كمادة حارقة، غنية بدلالاتها، ثرية بصوتها المتفرد”.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    وأضاف المومني، الذي كان يساهم في نشاط شعري تكريمي بمناسبة اليوم العالمي للشعر، في حـ.ـديث مع موقع “بديل”: أعترف لك أنني كلما تناولت بالنقاش وضعية الشعر والثقافة بالمغـ.ـرب، وقس على ذلك في ربوع الوطن العربي، إلا واستحضرت ما كان عبَّر عنه وزير الإعلام والدعاية الحربية في عهد نازية هتلر، حين قال: “كلما سمعتُ لفظة ثقافة، إلا وتحسستُ مسدسي”.

    وأكد صاحب ديوان “ريثما يعتريني الحجر”، أن “حال الشعر في المغرب، من حال الثقافة عموما؛ حيث التهميش والاقصاء، واعتبار الأمر مسألة غير ذات نفع، أو أنه (الشعر) مضيعة للوقت”.

    وسجل المومني أن “إرادة الشعراء والمثقفين الجادين، هي التي تصنع الحدث ليس إلا، فكل مهرجان شعري أُقيمَ ببلدة ما، أو كل جمعية تهتم بهذا الجنس الابداعي، إنما يقوم ذلك على مجهودات ذاتية وشخصية. هي من جيوب ومساهمة هؤلاء الغيورين على الفعل. غايتهم في ذلك، هي تبليغ الرسالة الإنسانية السامقة للشعر، واستحضار هواجسه الابداعية الكونية، بعيدا عن كل مزايدة أو مَرامٍ انتهازية”.

    وزاد المومني، “الشعر في بلدنا كما في غيره من الدول المَثيلة، يمكنه أن يصنع ثورة حقيقية على كل المستويات، وهو قادر على تفكيك محيطه، عبر رؤية الراكبين لصهوته، وليس عبر “أحلامهم”، كما يروج لذلك المسؤول !!!  ويمكنه أيضا أن يمثل الوطن خير تمثيل، ويـُشرفه بأبهى حلة، إنْ لم يكن أفضلها إطلاقا”.

    - إشهار -

    ويرى المومني أن “الشاعر لا يبغي سوى السير بالوضع إلى ما هو جميل، وتحويل قوته الخارقة إلى طاقة إبداع حقيقية، تؤسس للغد المشرق وترى في الإنسان أثمن رأسمال. لكن إرادة مسؤولينا لا تتماشى وهذه التصورات، للأسف”.

    وأعتبر الشاعر أن “المجهود الرسمي في بلدنا بعيد كل البعد عن الشعر والشعراء، ولعل آخر مشهد مُخزٍ حصل في هذا الصدد، هو ما أقدمت عليه الوزارة الوصية، بسحبها لجائزة المغرب للإبداع الأدبي في شتى أجناسه، إذ رغم ما يمكن التبرير به، لهذا الصنيع، يبقى مخجلا، ووصمة عار على جبين التجربة الحكومية الحالية”.

    وتساءل المومني، “فكيف يمكن أن نقبل القول إن السبب هو (المناصفة) بين شاعرين !!! لعل في ذلك استهجانا واستصغارا للرجـُلين الشاعرين… ومهما يكن، فدواليب الوزارة الوصية على القطاع، وكذا الأجهزة الحكومية ككل، غنية بأناس لهم من الكفاءة ما يقدر على إيجاد مَخرج معقول للوضعية، وليس السحب التام للجائزة بشكل عام… كما لو أنهم كانوا ينتظرون “زلة” لأحد أو لبعض الفائزين بالجائزة، ليتم التخلص من هؤلاء ” الشعراء”، الذين يـُكلفون خزينة الدولة الشيء الكثير !!! مؤسف حقا ما حصل، ومخجل في حق الثقافة بشكل عام”.

    وتابع المومني: “ما حصل دليل إدانة صارخ في وجه من يزعم أنه يشجع هذه الفئة ” المارقة ” !! فهل يمكن أن نقارن ميزانية “الثقافة” الجادة – إنْ وجِدت أصلا- بميزانيات المهرجانات الدولية والأنشطة الفولكلورية، التي تدعمها  وزارة القطاع والحكومة على حد سواء؟؟ تلك التي تبدع حقا، في رسم صورة “المغرب الآخر” التي يبتغي المسؤول في وطننا !!”.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    تعليق 1
    1. عبدالله يقول

      لكم كل الشكر على تسليطكم الضوء على هذا الفن الأدبي والثقافي والاجتماعي المنسي في هذه البلاد السعيدة

    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد