البعمري لـ”بديل”: إسبانيا فهمت أن المغرب له ثوابت واضحة


قال الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية والمتخصص في ملف الصحراء نوفل البعمري، إن “إسبانيا فهمت أخيرا أن المغرب لـه ثوابت واضحة، فيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية وبالمحددات الأساسية التي تجمع شراكاته الاقتصادية والسياسية”.

واعتبرت إسبانيا أن “مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، بـ.ـمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

وأضاف البعمري في تصريح لموقع “بديل”، أن محددات العلاقات الدولية بالنسبة للمغرب “تنطلق من ضرورة احترام وحدة الدول وسيادتها، وهو ما عبر عنه المغرب بشأن الأزمة الروسية-الأوكرانية، ومن ضرورة احترام القضايا الحيوية لكل بلد”.

وأكد البعمري أن المغرب يعتبر أن “قضية الصحراء ليست فقط حيوية، بل ذات أولوية قصوى له، ولم يعد مقبولا أن تكون موضوع ضغط عليه أو عدم وضوح في الموقف اتجاهها، خاصة وأن مجلس الأمن حسم موقفه بدعم مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الخيار السياسي الوحيد لطي هذا النزاع وفقا لميثاق الأمم المتحدة”.

وتابع متحدث “بديل”: “كما أنه لابد من الإشارة إلى انعكاس الأزمة الروسية-الأوكرانية على الموقف الإسباني خاصة ما يتعلق بالغاز، إذ حاولت الجزائر استغلال هذه الأزمة للضغط على اسبانيا وقد شهدنا كيف أنها أرادت ابتزاز إسبانيا لاستمالتها”.

- إشهار -

وزاد البعمري: “لكن إسبانيا اختارت الاصطفاف إلى الحلفاء الأوفياء لها، وإلى البلد الذي لطالما جمعته وإياه علاقات تاريخية وثقافية ضاربة جذورها في التاريخ، وتحررت أخيرا من الابتزاز الجزائري، ومن ضغط التاريخ خاصة وأن لإسبانيا مسؤولية تاريخية عن افتعال هذا النزاع؛ إذ كانت قد حاولت زرع كيان وهمي تابع لها في مرحلة استكمال المغرب لوحدته الترابية، وفشلت في ذلك بفعل التلاحم الموجود بين الساكنة الصحراوية وقبائلها شيوخها والمملكة المغربية وبالمؤسسة الملكية”.

واعتبر البعمري أن إسبانيا اليوم “تتجاوز تلك المرحلة بشجاعة، وتختار الاصطفاف في اتجاه بناء شراكة نحو المستقبل، وتحررت من ضغطه كما تحررت من ابتزاز النظام الجزائري”.

وتحدث البعمري على أن الرباط ومدريد “يصنعان اليوم لحظة تاريخية بامتياز، ستنعكس إيجابا على المنطقة المتوسطية ككل وعلى رهانات التنمية والتحديات الأمنية المطروحة أمنيا واقتصاديا وعلى مستوى محاربة الهجرة الغير النظامية”.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات المغربية-الإسبانية مرت بمرحلة من الجمود بعد استقبال إسبانيا في أبريل الماضي “زعيم جبهة البوليزاريو الانفصالية إبراهيم غالي”. لكن ومن خلال المؤشرات التي بدأت تظهر في الفترة الأخيرة، فإن العلاقات تسير بشكل صحيح في اتجاه عودتها إلى سابق عهدها، بعد أن استطاع المغرب تحقيق بعض النقط خلال هذه الأزمة.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد