أحداث الشغب.. مطالب بـ”التوقف عن الإنجاب”


إثر الأحداث المؤلمة، التي سُجلت يوم الأحد 13 مارس الجاري، بالمركب الريّاضي الأمير مولاي عبد الله، وبمحيطهِ، عقب مباراة الجيش الملكي والمغرب الفاسي، ارتفعت أصوات تُنادي بـ”التوقف عن إنجاب الكثير من الأطفال”.

وشارك عدد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع، صُورة مُركبةً، حاولت إبراز “العلاقة المباشرة بين الإنجاب اللامسؤول والأحداث التي وقعت بالرباط”.

وأرفقوا الصّورة بتعليق، يقول: “توقفوا عن الإنجاب، ما دُمتم غيرُ قادرين على التربية”، في رسالة احتجاجية على الواقع من جانب، وتنبيهية للأسر وللمقبلين على الزّواج من جانب آخر.

ويعتقد مروجُو الفكرة، أن عددا من المواطنين، يُمكن أن يتأثروا بها، ويُعيدون النظر في أفكارهم النمطية، ويُقرّرون “عدم توريط مزيدٍ من الضحايا في الحياة”.

وتساءل أحد المُهتمين بموضوع “اللاإنجاب”، قائلا: “لا أدري ما الذي يجعل الإنسان، الذي لا يملكُ، غير قوةَ عمله، والذي لا يحصل إلا على قوت يومهِ، يُفكر في أن يُنجب طفلا أو طفلة؟” وتابع: إن الجواب على هذا السؤال صعب جداً، لكن، يبدو أن فكرة “الولادْ كايتزادُو برزْقهوم، هي السّبب”.

وأضاف: “لقد حان الوقت، لإعادة النظر في بعض الأفكار الشعبية اللاّمُجدية”، محيلاً في هذا السيّاق إلى مُشاهدة فِيلم مُعنون بـ”كفرناحوم”، الذي قد يُساهم في إدراك حجم “الجريمة التي يرتكبها بعض الآباء والأمهات أثناء توريط إنسان في الوجود”.

السُّلطة والتعليم والإعلام

وفي سياق متصل، رفض آخرون الفكرة، معتبرين إياها، غير صائبة ولم تُناقش المسألة بعمق، مشيرين إلى أن المشكلة ليست في “إنجاب الأطفال”، وإنما في “السُّلطة وفي الاختيارات السياسية”.

- إشهار -

ورفض هؤلاء، تحميل المسؤولية للأسر فقط، ووجّهوا أصابيع الاتهام إلى “القائمين على تسيير الشأن العام ومختلف المتدخلين فيه”، موضحين أن التربية ليست حكراً على الأسر، وإنما هي مسؤولية مشتركة بين مكونات المجتمع؛ كـ”مؤسسات الدولة، والتنظيمات السياسية والمدنية، ووسائل الإعلام..”.

ويرون أن ما وقع بـ”الرباط”، هو نتاج انهيار المنظومة الاجتماعية في المغرب واحساس عدد من النّاس بـ”الغبن” و”الحكرة”، مشيرين إلى أن ما وقّع، سيقّع مرات ومرات، إذا لم تتدخل مؤسسات الدولة لاحتضان المواطنين، وجعلهم يحسون بالانتماء والمسؤولية.

وأوضحوا أن المدخل، هو توفير فرص شغل مُحترمة للنّاس، تحفظ كرامتهم، وكذا تعليم جيد، يُمكّن المواطن من تَملُّك مفاهيم تجعله فاعلا في مُحيطه بـ”مسؤولية”.

ومن جانب آخر، طالبوا وسائل الإعلام بتحمّل مسؤوليتها، تُجاه المجتمع، والمساهمة في خلق نقاشات فكرية وحقوقية وسياسية وقانونية، بدل الاستمرار في العبث، وإعادة إنتاجه.

 

صورة مركبة تعبيرية متداولة
فيلم يُناقش قضية الإنجاب اللامسؤول
أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد