عصيد: الدعاية للحب أفضل من الدعاية للحرب والانتقام والكراهية


بديل.أنفو

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    علّق الناشط الحقوقي، أحمد عصيد، على الجدل الدائر حول العبارات التي ضمّنتها إحدى الشركات لبيع الحلوة، إن “الحب ليس جريمة ولا استفزازا ولا خدشا لمشاعر أحد، إنه من أنبل العواطف التي عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل، وإن الدعاية للحب أفضل من الدعاية للحرب والانتقام والكراهية.”

    ويرى عصيد، حسب تدوينة له، أن الزوبعة المقامة بسبب عبارات الحب في منتوج تجاري “تدل على مرض اجتماعي وعلى تخلف الوعي الإنساني والجمالي للفئات المؤطرة في نزعة لا نقول محافظة، بل منافقة، وهي نزعة تقوم بالتنفير من كل ما هو جميل على أنه “رذيلة”، وتمجد القبح والمشاعر السلبية والأقنعة الاجتماعية التي تكرس التواطؤ على الرياء الجماعي”، مؤكدا أن “حياة المغاربة في حقيقتها مخالفة تماما لما يتلفظ به الناس ويقولونه”.

    وأشار الناشط الحقوقي إلى أن الذين يعلنون المواقف المتشنجة في شبكات التواصل الاجتماعي يتصرفون في سلوكهم الواقعي وحياتهم الخاصة بشكل مخالف، والذي يرفض الحب ويعتبره “رذيلة” و”استفزازا” يعطي لنفسه الحق في الحب عند أول فرصة، بل يعطي نفسه الحق في ممارسة الجنس خارج الزواج عند أول مناسبة تسنح له، ثم يقول للمجتمع “الله يعفو علينا”.

    وفسر عصيد هذا الأمر بـ” أننا في مجتمع صنع الكثير من الطابوهات والمحرمات السطحية التي لا لزوم لها، ثم شرع في الالتفاف عليها ومراوغتها في سلوكه الاجتماعي الواقعي”.

    - إشهار -

    ولفت الانتباه في تدوينته إلى عامل آخر وراء التهجم على عاطفة الحب، وهو الكبت الجنسي الكبير الذي يعاني منه كثير من المواطنين بسبب التوتر، ومنطق الرقابة الذي يسود العلاقات الاجتماعية، وهو كبت يؤدي إلى اعتماد الأفكار المتشددة لمنع الغير من التمتع بحرياته الشخصية، لأن نزعة التشدد والمحافظة مرتبطة في مجتمعنا بنزعة الوصاية على حياة الآخرين.

    وأكد على أن هذا كله يؤدي إلى نشر ثقافة العنف المضادة لمبادئ التسامح والعيش المشترك، ويجعل الحياة الاجتماعية جحيما بالنسبة للفرد المواطن، مما يجعل السعادة شيئا مفقودا لأنها تقوم أساسا على الحريات الفردية والحق في اختيار نمط الحياة الشخصية التي لا دخل للآخرين فيها.

    وزاد قائلا: “لهذا نجد مجتمعات الحرية هي الأكثر سعادة وتسامحا وتعاونا أيضا، بينما نجد المجتمعات المغلقة والمتزمتة هي الأكثر شقاء وتوترا وافتقارا إلى الأخلاق النبيلة وإقبالا على الغش والكراهية والعنف”.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد