أخطاء دبلوماسية في تدبير الأزمة مع اسبانيا!
استدعاء سفيرة المغرب في مدريد من طرف الخارجية الإسبانية ومطالبتها بالحضور خلال نصف ساعة كما نقلت ذلك بعض الصحف سلوك غير ودي ومنافي للقانون الدولي!
السفيرة معتمدة من طرف بلادها ويتعين على الدولة المعتمد لديها معاملتها بمنتهى اللياقة الدبلوماسية!
اعتقد بأن هذا النوع من الممارسات يدخل في اطار الاستفزاز الدبلوماسي ولا شيء آخر غير ذلك!
في القانون الدولي هناك مبدأ أساسي وهو مبدأ المعاملة بالمثل ومباشرة بعد إخطار المغرب بهذا السلوك كان يتعين عليه معاملة السفير الإسباني بالمثل!
من جانب آخر، على المغرب ان يبعث رسالة واضحة إلى الاتحاد الأوروبي مفادها أن العلاقات الثنائية مع دول الاتحاد الأوروبي شيء، وعلاقة المغرب مع الاتحاد الأوروبي شيء آخر. العلاقات الثنائية لها إطارها الخاص، والعلاقات المتعددة الأطراف لها إطارها الخاص أيضا، ولا ينبغي تبعا لذلك خلط الأمور!
عضوية إسبانيا في الاتحاد الأوروبي لا تسمح لهذا الاخير بتبرير تجاوزاتها للقانون الدولي!
السماح لزعيم جبهة البوليساريو بدخول الاراضي الإسبانية بغرض العلاج وهو المطلوب للعدالة الإسبانية في قضايا جنائية سلوك غير ودي وفيه إيداء واضح للمغرب!
لهذا كنت ضد منطق مد الأرجل التي تحدث عنه وزير الدولة في حقوق الانسان، مصطفى الرميد، لأن المغرب كانت أمامه خيارات دبلوماسية واقتصادية وسياسية متعددة، للتعبير عن استيائه من المواقف والقرارات الإسبانية المعادية لمصالح الدولة المغربية العليا!
للأسف الشديد، اختار المغرب الخطوة الخطأ في تدبير الأزمة الدبلوماسية مع اسبانيا، حيث أن السحر قد انقلب عن الساحر، وتحول المغرب من ضحية تواطؤ مكشوف بين الجزائر وإسبانيا، إلى إلى معتد عن حدود وهمية لإسبانيا المحتلة!