المغرب بعد أحداث سبتة المحتلة دركي على نفسه
شهدت الحدود الفاصلة بين المضيق وسبتة المحتلة من الإسبان، يوما قد نعتبره حدثا تاريخيا يحمل رسائلا مشفرة للمستعمر الإسباني، بعد دخول المغاربة من مختلف الأعمار سباحةً إلى مدينة سبتة المحتلة.
قد يقول قائل أن الضربة التي وجهها المغرب للإسبان، عادت عليه بصورة قاتمة لما يعيشه المغاربة داخل وطنهم، صحيح لكن ضربة المغرب كانت أقسى وأمرّ ولن يستفيق منها الإسبان إلا وهم راضخين، ودائما في حالة حذر من غضبة القرارات المغربية.
فلا يعقل أن يقوم المغرب بأدوار مهمة لمكافحة الهجرة السرية إلى أوروبا خاصة إلى إسبانيا، وهذه الأخيرة تطعن المملكة من الخلف باستقبالها رئيس عصابة البوليزاريو، وليس هذا فحسب بل تساند وتدعم الكيان خفاءً.
وكشفت الأحداث الدولية الأخيرة التي تهم المغرب، بدايةً من توتر العلاقات مع ألمانيا إلى التخلي عن دركي الحدود بدون مقابل، هنا أقصد المقابل السياسي وليس المادي، أن المغرب سيدة قراراتها وأنها تخطو بتباث نحو إزعاج الخصوم.
وبداية الرضوخ بعد الأنباء من مدريد على أن حكومة سانشيز ستمنح المغرب 30 مليون يورو لمراقبة الحدود، فهذا في حد ذاته ضربة للحكومة الإسبانية أمام شعبها بعد الرضوخ لمطالب الرباط، لكنه لا يساوي شيئا أمام رسالة المغرب لكل أعداء المملكة.
ولكي لا نستبق الأحداث بخصوص قبول المغرب لمنحة إسبانيا، فالمغرب بدأ حملته بسبب تعليق الثور الإسباني على استقبال زعيم عصابة البوليزاريو بقوله “لدواعي إنسانية”، ولن ينهيها إلا باعتذار واعتراف الإسبان بأن المغرب حليف مركزي وضياعه ضياع سبتة ومليلية.